للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

السكرية مثلاً لا تتحول هذه جميعها إلى الالكحول وحامض الكربونيك بل بجزء منها نحو خمس في المائة تتكون الخلايا نفسها. فكانت من ثم أجزاء المواد الاختمارية هي غذاء الخميرة وهذه تصرف الجزء الأصغر من ذلك لنموها وتكأثرها والأكبر يتحول بالاغتذاء إلى الالكحول وحامض الكربونيك.

ولما كان في تركيب الخلايا يدخل أيضاً جزء من الازوت والأملاح المعدنية ظن باستور في أول الأمر بانه لا بد من وجودها في المحلول المعدّ للاختمار لكي تنمو الخلايا وتحلل المادة السكرية.

واطلع بعد ذلك على أنه لا حاجة لذلك فإن الخلايا إن تنمو في المحلول السكري المحض بدون ازوت واملاح. على أن النموّ في هذه الحال يحصل أما من مادة ازوتية مذخورة في الخلايا نفسها او أن الخلايا الفتية تستفيد فيه من بقايا اسلافها. واطلع أيضاً بانه إذا جعل الخميرة وحدها في الماء الخالي عن السكر تصلح تلك البقايا موقتاً لان تكون غذاء تاماً تعيش عليه هذه الخلايا الفتية وتحولها إلى الالكحول وحامض الكربونيك: بمعنى أنه يحصل هنالك الاختمار من دون سكر وفي سنة ١٨٧٠ اظهر باستور بأن الأجزاء الآزوتية الداخلة في غذاء الخلايا ليس من الواجب أن تكون من المواد الزلالية فإن الأملاح النشادرية تقوم مقامها في التغذية. والحأصل فإن المحلول المركب من جزء من الأملاح المذكورة والمعدنية ومن السكر يكون أصلح غذاء (مادة) للاختمار الالكحولي. تحقق كثيرون بعد باستور ذلك عملياً وأثبتوا بأن لي دخل للمواد الزلالية لحصول الاختمارونشوء الخلايا بخلاف ما ادعاه وفتئذ الكيماوي الشهير لببتيج.

واما غاز الاكسجين الذي يحتوي عليه الهواء وكان يظنه الأولون السبب الوحيد للاختمار فقد اظهر باستور أن الخلايا تجتذبه من الهواء بكثرة وتقذف حامض الكربونيك كما تفعل بقية الحيوانات وجاء بعده شتزمبرغ فابأن ذلك وأثبته أيضاً بأن الاختمار انما يتوقف على اغتذاء الخلايا وتنفسها الهواء لا على الاكسجين. ولما كان باستور قد اظهر من بعد ذلك بان بعض الميكروب لا يحب الاكسيجين ويعيش بدونه وبدون الماء سمى ذلك بالهوائي وهذا بغير الهوائي. وفي ذلك بحث طويل لا يساعدنا المجال على تفصيله. أن الاختمار هو فعل حيوي (فسيولوجي) وما عدا الادلة التي سبق بيانها الناتجة عن التجارب المختلفة