أما الجرأة على الله والاقدام على ماحرم في كتابه عندهم تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير ونكاح ذوات المحارم وأما العلة فالطمع في المغفرة وهم مصرون لا ينصرم عنهم يوم جمعتهم الا عقدوا النية على الاجتماع في غده او بعد غده وإنما يغفر الله بالاستغفار للمقلعين ويتقبل من المتقين وكيف ما جاهروا الله بالعصيأن فيه وهم مستيقنون اسلم مما ركبوه وهم غارون وماذا يقولون في رجل زنى وهو لا يعلم أن الله حرم الزنا وآخر زنى وهو يعلم أن الزنا من الكبائر التي تسخط الرب وتوجب النار ايهم اقرب إلى السلامة وأولى من الله بالعفو او ليس أهل العلم على أن الذي لا يعلم لا حد عليه من جلد وتعزير ولا رجم وإن على الآخر حد البكر إن كان بكراً وحد المحصن إن كان محصناً فهذه أحكام الدنيا واما أحكام الآخرة فلولا كراهة التألي على الله لقلنا في الذي ركب الفاحشة وهو لا يعلم أن الله حرمها معفو عنه.
وقد روي أن رجلاً اقرّ بالزنا بأم مثواه فلما أمر بأقامة الحد عليه قال: ما علمت أن الله حرم ذلك فاستحلف ثم دريء عنه الحد. وكأنت العلماء تنهى العوام عن كثرة السؤال وقالوا لان يؤتى السيء على جهل به اسلم من أن يؤتى على علم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: البر ما سكنت إليه القلوب واطمأنت اليه النفوس والاثم ما حاك في صدرك فكرهت أن تطلع عليه الناس.