دعوناك من قرب ومن وبعد فهب لنا ... جوابك فالباري يجيب إذا دُعي
إلى الله أشكو من ليالي ضرورة ... رجعنا بها نحو الجناب المرجع
قنعنا ولم نسألك صبراً وعفةً ... إلى أن عدمنا بلغة المتقنع
ولما أغص الريق مجرى حلوقنا ... أتيناك نشكو غصة المتوجع
فإن كنت ترى الناس للفقه وحده ... فمنه طرازي بل لثامي وبرقعي
ألم ترّعني للشافعني وأنتم ... أجلُّ شفيع عند أعلى مشفع
ونصري له في حيث لا أنت ناصر ... بضرب صقيلات ولا طعن شرع
ليالي لا فقه العراق بسجسج ... بمصر ولا ريح الشآم بزعزع
كأني بها من أهل فرعون مؤمن ... أصارع عن ديني وإن حان مصرعي
أمن حسنات الدهر أم سيئاته ... رضاك عن الدنيا بما فعلت معي
ملكت عنان النصر ثم خذلتني ... وحالي بمرأى من علاك ومسمع
فحالك لم توسع عليّ وتلتفت ... إليّ التفات المنعم المتبرع
فأما لأني لست دون معاشر ... فتحت لهم باب العطاء الموسع
وإما لما أوضحته من زعازع ... عصفن على ديني ولم أتزعزع
وردي ألوف المال لم ألتفت لها ... بعيني ولم أحفل ولم أتطلع
وإما لفن واحد من معارفي ... هو النظم إلا أنه نظم مبدع
فإن سمتني نظماً ظفرت بمغلق ... وإن سمتني نثراً ظفرت بمصقع
طباع وفي المطبوع من خطراته ... غني عن أفانين الكلام المصنع
سألتك في دين لياليك سُقنه ... وألزمتنيه كارهاً غير طيع
وهاجرت أرجو منك إطلاق راتب ... تقرر من أزمان كسرى وتبع
وليتك فيمن أطلق الشرق مطلعي ... لتعلم نبعي إن عجمت وخروعي
وما أنا إلا قائم السيف لم يعن ... بكفٍ ودر لم يجد من مرصع
وياقوتة في سلك عقد مداره ... على خرزات من عقيق مجزع
وكم مات نضناض اللسان من الظما ... وكم شرقت بالماء أشداق الكع
فيا واصل الأرزاق كيف تركتني ... أمد إلى نيل المنى كف أقطع