أعندك أني كلما عطس امرؤٌ ... بذي شمم أقنى عطست بأجدع
ظلامة مصدوع الفؤاد فهل له ... سبيل إلى جبر الفؤاد المصدع
وأقسم لو قالت لياليك للدجى ... أعد غارب الجوزاء قال لها اطلعي
غدا الأمر في إيصال رزقي وقطعه ... بحكمك فابذل كيف ما شئت وامنع
كذلك أقدار الرجال وإن غدت ... بحكمك فاحفظ كيف شئت وضيِّع
فيا زارع الإسلام في كل تربةٍ ... ظفرت بأرض تنبت الشكر فازرع
فعندي إذ ما العرف ضاع غريبه ... ثناء كعرف المسكة المتضو
وقد صدرت في طيّ ذا النظم رقعة ... غدا طمعي فيها إلى خير مطمعي
أريد بها إطلاق ديني وراتبي ... فأطلقهما والأمر منك ووقع
وبيني وبين الجاه والعز والغنى ... وقائع أخشاها إذا لم توقع
وما هي إلا مدة نستمدها ... وقد فجت الأرزاق من كل منبع
إلى هاهنا أنهي حديثي وأنتهي ... وما شئت في حقي من الخير فاصنع
فإنك أهل الجود والبر والتقى ... ووضع الأيادي البيض في كل موضع
هذا ما قاله عمارة لما ضاقت عليه الدنيا والغالب أنه في تلك الحال نظم قصيدته المشهورة يرثي بها الفاطميين ويعرض بصلاح الدين التي يقول في مطلعها:
رميت الدهر كف المجد بالشلل ... وجيده بعد حلي الحسن بالعطل
وفي ذاك الحين أخذ يدبر مكيدة على صلاح الدين يريد وجماعة من رجال الفاطميين الوثوب به واتفق رأيهم كما قال ابن الأثير على استدعاء الفرنج من صقلية ومن ساحل الشام إلى ديار مصر على شيء بذلوه لهم من المال والبلاد فإذا قصدوا البلاد فإن خرج صلاح الدين بنفسه إليهم ثاروا هم في القاهرة ومصر وأعادوا الدولة العلوية وعاد من معه من العسكر اللذين وافقوهم عنه فلا يبقى له مقابل الإفرنج وإن كان صلاح الدين يقيم ويرسل العساكر إليهم ثاروا به وأخذوه باليد لعدم الناصر له وقال لهم عمارة: وأنا قد أبعدت أخاه إلى اليمن خوفاً أن يسد مسده وتجتمع الكلمة عليه بعده وارسلوا إلى الإفرنج وصقلية والساحل في ذلك وتقررت القاعدة بينهم ولم يبق إلا رحيل الفرنج وكان من لطف الله بالمسلمين أن الجماعة المصريين أدخلوا معهم زين الدين علي بن نجا الواعظ والقاضي