سن وتجربة ونجدة على التعبية وأمير المؤمنين واصفها لك في آخر كتابه هذا إن شاء الله أيدك الله بالنصر وغلب لك على القوة وأعانك على الرشد وعصمك من الزيغ وأوجب لمن استشهد معك ثواب الشهداء ومنازل الأصفياء والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
ومن الرسائل المفردات في الشطرنج رسالة عبد الحميد
أما بعد فإن الله شرع دينه بإنهاج سبله وإيضاح معالمه وإظهار فرائضه وبعث رسله على خلقه دلالة لهم على ربوبيته واحتجاجاً عليهم برسالاته ومقدماً إليهم بإنذاره ووعيده ليهلك من هلك عن بينة ويحيي من حي عن بينة ثم ختم بنبيه صلى الله عليه وحيه وقفى به رسله وابتعثه لإحياء دينه الدارس مرتضياً له على حين انطمست له الأعلام مختفية وتشتت السبل متفرقة وعفة آثار الدين دراسة وسطع رهج الفتن واعتلى قتام الظلم واستنهد الشرك وأسدف الكفر وظهر أولياء الشيطان لطموس الأعلام ونطق زعيم الباطل بسكتة الحق واستطرق الجور واستنكح الصدوف عن الحق واقمطر سلهب الفتنة واستضرم لقاحها وطبقت الأرض ظلمة كفر وغيابه فساد فصدع بالحق مأموراً وبلغ الرسالة معصوماً ونصح الإسلام وأهله دالاً لهم على المراشد وقائداً لهم إلى الهداية ومنيراً لهم سبل الغواية زاجراً لهم عن طريق الضلالة محذراً لهم الهلكة موعزاً إليهم في التقدمة ضارباً لهم الحدود على ما يتقون من الأمور ويخضون وما غليه يسارعون ويطلبون صابراً نفسه على الأذى والتكذيب داعياً لهم بالترغيب والترهيب حريصاً عليهم متحنناً على كافتهم عزيزاً عليه عنتهم رؤوفاً بهم رحيماً تقدمه شفقته عليهم وعنايته يرشدهم إلى تجريد الطلب إلى ربه فيما بقاء النعمة عليهم وسلامة أديانهم وتخفيف أواصر الأوزار عنهم حتى قبضه الله إليه صلى الله عليه ناصحاً متنصحاً أميناً مأموناً قد بلغ الرسالة وأدى النصيحة وقام بالحق وعدَّل عمود الدين حين اعتدل ميله وأذل الشرك وأهله وأنجز الله له وعده واراه صدق أسبابه في إكماله للمسلمين دينه واستقامة سنته فيهم وظهور شرائعه عليهم قد أبان لهم موبقات الأعمال ومفظعات الذنوب ومهبطات الأوزار وظلم الشبهات وما يدعو إليه نقصان الأديان وتستهويهم به الغوايات وأوضح لهم أعلام الحق ومنازل المراشد وطرق الهدى وأبواب النجاة ومعالق العصمة غير مدخر لهم نصحاً ولا مبتغ في إرشادهم غنماً.
فكان مما قدم إليهم فيه نهيه وأعلمهم سوء عاقبته وحذرهم أصره وأوعز إليهم ناهياً وواعظاً