وزاجراً الاعتكاف على هذه التماثيل من الشطرنج والمواصلة عليها لما في ذلك من عظيم الإثم وموبق الوزر مع مشغلتها عن طلب المعاش وإضرارها بالعقول ومنعها من حضور الصلوات في مواقيتها مع جميع المسلمين وقد بلغ أمير المؤمنين أن ناساً ممن قبلك من أهل الإسلام قد ألهجهم الشيطان بها وجمعهم عليها وألف بينهم فيها فهم معتكفون عليها من لدن صبحهم إلى ممساهم ملهية لهم عن الصلوات شاغلة لهم عما أمروا به من القيام بسنن دينهم وافترض عليهم من شرائع أعمالهم مع مداعبتهم فيها وسوء لفظهم عليها وإن ذلك من فعلهم ظاهر في الأندية والمجالس غير منكر ولا معيب ولا مستفطع عند أهل الفقه وذوي الورع والأديان والأسنان منهم فأكبر أمير المؤمنين ذلك وأعظمه وكرهه واستكبره وعلم أن الشيطان عند ما يئس منه من بلوغ إرادته في معاصي الله عز وجل بمصر المسلمين ومجمعهم صراحاً وجهازاً أقدم بهم على شبهة مهلكة وزين لهم ورطة موبقة وغرهم بمكيدة حيله إرادة لاستوائهم بالخدع واجتيالهم () بالشبه والمراصد الخفية المشكلة وكل مقيم على معصية الله صغرت أو كبرت مستحلاً لها مشيداً بها مظهراً لارتكابه إياها غير حذر من عقاب الله عز وجل عليها ولا خائف مكروهاً فيها ولا رعب من حلول سطوته عليها حتى تلحقه المنية فتختلجه وهو مصر عليها غير تائب على الله منها ولا مستغفر من ارتكابه إياها فكم قد أقام على موبقات الآثام وكبائر الذنوب حتى مد به مخرم أيامه.
وقد أحب أمير المؤمنين أن يتقدم إليهم فيما بلغه عنهم وأن ينذرهم ويوعز إليهم ويعلمهم ما في أعناقهم عليها وما لهم من قبول ذلك من الحظ وعليهم في تركه من الوزر فآذن بذلك فيهم وأشده في أسواقهم وجميع أنديتهم وأوعز إليهم فيه وتقدم إلى عامل شرطتك في إنهاك العقوبة لمن رفع غليه من أهل الاعتكاف عليها والإظهار للعب بها وإطالة حبسه في ضيق وضنك وطرح اسمه في ديوان أمير المؤمنين وأفطمهم عما بهجوا به من ذلك والتمس بشدتك عليهم فيه وإنهاكك بالعقوبة عليه ثواب الله وجزاءه وإتباع أمير المؤمنين ورأيه ولا يجدن حد عندك هوادة في التقصير في حق الله عز وجل والتعدي لأحكامه فتحل بنفسك ما يسوءك عاقبة مغبته وتتعرض به لغير الله عز وجل ونكاله واكتب إلى أمير المؤمنين ما يكون منك إن شاء والله والسلام.