للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فرط في ذلك تقصير من أهله وداخله تضييع من حملته أو حاطه أحكام وكنفه حفاظ من رعاته.

وافاني كتابك بما سألت من ذلك وعقلي محصور ورأيي منقسم وذهني فيما يتأهب به الأمير. . . والله من خزر الترك واختلاف رسله إلى جبال اللان والطبران وما والاهما بنوافذ أمره ومخارج رأيه فأنا مصيخ السمع للفظه عقل العقل عن سوى أمره محتضر الذهن في تدبيرهم ذهل القلب عن تفنين القول وتشعيب الكلام في تصنيف طبقات الرجال ومن أين دخل عليهم نقص الإخاء وكيف خانهم مونق الصفاء وقد صرحت لك عن رأي ذوي الثفاء وكشفت لك خباء الإخاء وجمعت لك ألف مودة أهل الحجى فتلق ما وصفت لك بقلب فهم عقول ذي ميزة يقظان وذهن جامع حافظ ذي ثقافة راع أحضرك الله عصمة التوفيق وسددك الله لإصابة الرشد ومكن لك صدق العزيمة والسلام.

ومن رسائل عبد الحميد ما كتب عن مروان على هشام يعزيه بامرأة من حظاياه:

إن الله تعالى أمتع أمير المؤمنين من أنسيته وقرينته متاعاً مده إلى أجل مسمى فلما تمت له مواهب الله وعاريته قبض إليه العارية ثم أعطى أمير المؤمنين من الشكر عند بقائها والصبر عند ذهابها أنفس منها في المنقلب وأرجح في الميزان وأسنى في العوض فالحمد لله وإنا إليه راجعون.

وكتب موصياً بشخص يقول:

حق موصل كتابي إليك كحقه علي إذ جعلك موضعاً لأمله ورآني أهلاً لحاجته وقد أنجزت حاجته فصدق أمله.

وكتب في فتنة بعض العمال من رسالة:

حتى اعتراني حنادس جهالة ومهاوي سبل ضلالة ذللاً لسباقه وسلماً في قياده إلى نزل من حميم وتصلبية حجيم سوى ما أنتجت الحفيظة في نفسه من عوائد الحسك وقدحت الفتنة في قلبه من نار الغضب مضادة لله تعالى بالمناصبة ومبارزة لأمير المؤمنين بالمحاربة ومجاهرة للمسلمين بالمخالفة على أن أصبح بفلاة قفر ونية صفر بعيدة المناط يقطع دونها النياط وكذلك الله يفعل بالظالمين ويستدرجهم من حيث لا يعلمون.

وكتب رسالة أخرى إلى أهله وهو منهزم مع مروان: