أسيس وخلفه نفتيس إلى غير ذلك. وتماثيل المعبودات مختلفات الهيئات متعددات الأشكال: فمعبودة صا الحجر يخالف شكلها معبودة عين شمس وتملاثيل المعبودة سلكيت على وضع غير وضع تماثيل المعبودة صاتحور وغير تماثيل المعبودة نفتيس هنا معبودة في حجرها طفل ترضعه. وهناك معبود له جناحان وقد نجم في رأسه قرنان كقرني الشيطان وقد أشرق من بينهما مثال الشمس والقمر. وثمة آخر يرفع يديه إلى السماء يمنعها أن تسقط على الأرض وأمامه معبود رأس رأس كبش ووراءه آخر برأس سبع. وما هذا المعبود الذي أمسك بكل يد \ من يديه ثعبانين وعقرباً وغزالاً وأسداً وقد وطيء بأخمصيه رؤوس تمساحين. وما هذه المعبودات الأخرى التي نصفها الأسفل أفعى والأعلى امرأة ولها مكان اليدين جناحا نسر وكأن قد بسطهما؟
هذا ما وعته الذكرة أيها الأديب من أمر ذلك المشهد العجيب فإن كان مما يعجبك وإلا فإني قائل ما قاله الواعظ الحبك.
دار الآثار العربية
يتوقف التمكن من علم أو صناعة على معرفة تاريخ ١ذلك العلم أو هذه الصناعة. فإن هذه المعرفة ما يدعو المرء إلى التوسع في علمه أو تحسين صناعته وزيادة البصيرة فيها. وكان التاريخ في القديم مسطوراً ومقروءاً. أما الآن فقد تنبه الإفرنج إلى نوع من التاريخ أقرب تناولاً من الأول وأكثر فائدة منه. ويصلح أن نسميه التاريخ الماثل المنظور ـ ذلك التاريخ هو ما يعرض على طلبة صناعة الكاشاني مثلاً كان عليه أن لا يقتصر على قراءة ذلك في السطور والأسفار بل يزور ما حفظ منها ونضد في دور الآثار: فهي تعرض عليه ما وجد من آثار تلك الصناعة من أول نشأتها وكيف تدرجت إلى أن وصلت إلى حالتها الحاضرة.
وهذا النوع من التاريخ أتقنعه الأوروبيون وشادوا له المباني الفخيمة. والدور العظيمة. وقد تنبهنا نحن إلى ذلك في الأزمنة المتأخرة. فكان في الأستانة وفي القاهرة بعض الشيء من ذلك.
ومن الأسف أن دار الآثار العربية في القاهرة كأنما أنشئت للأوروبيين وللمشتغلين يبالتاريخ والصناعة منهم: فهم الذين يزورونها ويتفقدون معروضاتها ويستفيدون منها وقلما