للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في دار الآثار تبلغ المئة. وإنك ترى ظاهرها منقوشاً ومصبغاً بالألوان وبعضها مكتباً بالآيات مثل الله نور السموات إلى قوله تعالى المصباح في زجاجة. ومن نفائس هذه المجموعة قطعة من الكاشاني نصف ذراع في مثله ـ صورت عليها مكة وحرمها ومعاهدها وضواحيها فهي بمثابة خارتة جغرافية لتلك البقاع المباركة وقد نقشت بالأصباغ والألوان المختلفة وعليها كتابات تنبئ بأسماء المعاهد ومكتوب عليها اسم صانعها ـ كل ذلك بمادة المينا أو بالدهان الملون الذي يشوى على سطح الخزف شياً.

وفي هذه المجموعة زير من خزف ضخم كروي الشكل مدهون بدهان قاتم شديد اللمعان وقد عثروا عليه وهم يحفرون في بعض جدران الأزهر وهناك أواني لوضع الزهور (زهريات) وهي كالزير الصغير ولها أعناق مستطيلة على شكل الزهريات التي تصنع في شرقي آسيا وقد صنعت برسم السلطان حسن صاحب الجامع المشهور.

ومما تتضمنه تلك المجموعة هنات مدورة من زجاج كانوا يستعملونها في الموازين مكان الصنوج المعدنية أن هذه يركبها الصدأ أو يأكلها فتزيد أو تنقص وأما تلك فلا تزيد ولا تنقص.

٥) مجموعة النسيج: فيها قطعة من ثوب مكتوب عليه اسم قلاوون. وأنفس ما في هذه المجموعة بل أثمن تحفة تنافس بها دار الآثار العربية سائر الدور الأخرى ـ قطعة من حاشية نسيج كان حيك في مصر برسم الخليفة الأمين العباسي ابن هارون الرشيدي المتوفى في أخريات القرن الثاني من الهجرة وقد كتب على هذا النسيج بخيوط السدا واللحمة ما نصه بسم الله بركة من الله لعبد الله الأمين محمد أمير المؤمنين أطال الله بقاؤه مما أمر بصنعته في طراز العامة بمصر ـ الفضل ابن الربيع مولى أمير المؤمنين والفضل هذا كان وزيراً للأمين. وقد أريد بطراز العامة دار الطراز التي كان يصنع بها. والطراز من شارات الخلفاء وشعائرهم وهو أن ترسم أسماؤهم أو علامات يخصون بها أنفسهم ـ في حواشي أثوابهم التي يلبسونها ـ بخيوط من ذهب أو حرير ملون فيدل الطراز على لابسه كما تدل شرائط القصب والحرير الملون على مراتب ضباط الجند لهذا العهد. وكان لنسيج الطراز مصانع خاصة به تسمى دور الطراز والقيم الذي يشرف عليها يسمى صاحب الطراز. ويؤخذ مما كتب على قطعة النسيج المذكورة أن دار طراز الخلفاء