للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فأتتها سعدى وقد عرفتها ... وعن الخطب في الدجى سألتها

ثم سارت من بعد ما أعلمتها ... تقتفيها وبنتها تبعتها

فتخطين في الدجى بانسياب

جئن والسحب أقلعت عن حياها ... وكذاك الرعود قل رغاها

حيث يأتي شبه الأنين صداها ... غير أن البروق كان ضياها

مومضاًَ في السماء بين الرباب

فدخلن المحل وهو مخيف ... حيث أن السكوت فيه كثيف

وضياء السراج نور ضعيف ... وبه في الفراش شخص نحيف

دب منه الحمام في الأعصاب

قالت الأخت أم سلمى انظريه ... ثكلت روح أمه وأبيه

فرأت منه إذ دنت نحو فيه ... نفساً مبطئ التردد فيه

ثم غاله الردى باقتضاب

وجمت حيرة وبعد قليل ... رمقت فاطماً بطرف كليل

فيه حمل على العزاء الجميل ... فعلا صوت فاطم بالعويل

وبكت طول ليلها بانتحاب

فاستمرت حتى الصباح توالي ... زفرات بنارها القلب صال

فأتاها ودمعها في انهمال ... بعض جاراتها وبعض رجال

من صعاليك أهل ذاك الجناب

وقفوا موقفاً به الفقر ألقى ... منه ثقلاً به المعيشة تشقى

فرأوا دمع فاطم ليس يرقا ... وأخوها ميت على الأرض ملقى

مدرج في رثائث الأثواب

فغدت فاطم ترن رنيناً ... ببكاء أبكت به الواقفينا ... أيها الواقفون هل ترحمونا

من مصاب دها وأيّ مصاب

أيها البواقفون لا تهملوه ... دونكم أدمعي بهن اغسلوه