ثم بالثوب ضافياً كفنوه ... وادفنوه لكن بقلبي ادفنوه
لا تواروا جبينه بالتراب
بعد أن ظلّ لافتقاد المال ... وهو ملقى إلى أوان الزوال
جاد شخص عليه بعد سؤال ... بريال وزاد نصف ريال
رجل حاضر من الأنجاب
كفنوه من بعد ما تم غسلا ... وتمشوا به إلى القبر حملا
فترى نعشه غداة استقلا ... نعش من كان في الحياة مقلا
دون ستر مكسر الأجناب
ناحت الأخت حين سار وصاحت ... أختك اليوم لو قضت لاستراحت
ثم سارت مدهوشة ثم طاحت ... ثم قامت ترنو له ثم راحت
تسكب الدمع أيما تسكاب
أيها الحاملوه لأمشي ركض ... إن هذا يوم الفراق الممض
فاسألوه عن قصده وأين يمشي ... إنه قد قضى ولم يك يقضي
واجبات الصبا وشرخ الشباب
إن قلبي على كريم السجايا ... طاح والله من أساه شظايا
قاتل الله يا ابن أمي المنايا ... أنا من قبل مذ حسبت الرزايا
لم يكن رزء موتكم في حسابي
إن ليلي ولست من راقديه ... كلما جاءني وذكرنيه
قلت والدمع قائل لي إيه ... يافقيداً أعاتب الموت فيه
ببكائي وهل يفيد عتابي
رحت يوماً وقد مضت سنتان ... أتمشي بشارع الميدان
مشي حيران خطوة متدان ... أثقلته الحياة بالأحزان
وسقته كأساً بطعم الصاب
بينما كنت هكذا أتمشى ... عرضت نظرة فأبصرت نعشا
بادياً للعيون غير مغشى ... نقش الفقر فيه للحزن نقشا