التزام مذهب معين وقد أكثر من إيراد العلل وكان مولعاً برعاية المصالح. وكتابه هذا أصبح نادر الوجود فسعى في إحيائه أناس من أهل العند قاموا بجمع أجزائه وطبعها غير أن نسخه مع قلة ورودها إلى هذه البلاد منسوجة على الأسلوب المعروف في طبع أهل الهند فتصدى الشيخ فرج الله زكي الكردي بمصر لإعادة طبعه فطبعه على ورق جيد مع استحضار نسخ خطية ليتم تصحيح الكتاب على طريقة حسنة فجاء وافياً بالمراد ظاهرة عليه علائم الجد والاجتهاد وقد جعله في ثلاثة أجزاء تقع في زهاء ١٤٠٠ صفحة كبيرة بحرف واضح جلي وأضاف إليه كتاب حادي الرواح للمؤلف فنثني على الطابع بما تستحقه عنايته وهو يطلب منه بخمسين قرشاً.
تاريخ آداب اللغة العربية
هذا الكتاب في موضوع صعب يحتاج في إلى إطلاع وافر وتضلع من فنون الأدب تصدى لجمعه محمد بك دياب المشهور بالفضل والأدب. في مصر فأودعه من بدائع الفوائد ما تقر به عين المطالع وضمنه مطالب شتى يحتاج إليها طالب الأدب. قال المؤلف في بيان سبب تأليفه أن أحد أصدقائه أخبره أن مستشرقي الألمان وكذلك فعل مستشرقو (الإنكليز والفرنسيس والطليان والروس وغيرهم) عنوا بتاريخ آداب لغتنا فوضعوا فيه كتاباً ذا أسفار مطبوعاً بلغتهم وود لو يؤلف بالعربية مثله فلاح بخاطري أن اشق عباب هذا الموضوع الجليل فسرت في سبيله متجشماً الصعاب بضعة أعوام إلى أن اهتديت إلى وضع مؤلف جامع لأشتاته المتفرقة في بطون مئين من أمهات الكتب ذات الاعتبار وقد شرحت فيه نشأة العلوم الأدبية وسيرها في مختلف العصور والكتب التي ألفت فيها وأزمانها وحياة مؤلفيها وذكرت فصولاً في كل فن اقتضاها سير التأليف. والكتاب يقع في نحو ٤٤٠ صفحة جعلت في مجلدين ويطلب من مؤلفه بالقاهرة فنشكر له هديته وهمته.
أجنيل برنابا
اعترفت الكنيسة بأناجيل أربعة وهي إنجيل متى وإنجيل مرقس وإنجيل لوقا وإنجيل يوحنا وأبطلت ما عداها من الأناجيل أو عدته مزوراً ومن جملة الأناجيل التي أبطلها البابا في القرن الخامس للمسيح إنجيل برنابا. وبرنابا هذا يهودي من ساكني قبرص دان بالنصرانية وكان من أتراب بولس الرسول طاف آسيا الصغرى وسوريا وبلاد اليونان وقتل في