وينتخب رئيسه لسنة كما في سائر المجامع ما عدا العلمي الكبير ويعاونه كاتم أسرار دائم وهو محسوب من جملة الأعضاء الأربعين.
أما مجمع العلوم في فرنسا فمنشؤه مجهول ولم يعرف له تاريخ في الحقيقة إلا سنة ١٦٦٦ أيام رخص له الوزير كولبر بأن يجتمع في خزانة كتب الملك لما رأى في أعماله من خدمة الأمة وفي هذا المجمع الفلكيون وعلماء التشريح والنبات والكيماويون والمهندسون والميكانيكيون والطبيعيون. زاره لويس الرابع عشر فوقعت زيارته له موقعاً حسناً. وقد خصصت له فرنسا منذ ألو نشأته اثني عشر ألف ليرة إفرنسية لابتياع الأدوات والآلات اللازمة للتجارب الكيماوية والطبيعية وغيرها وعدد أعضائه أربعون أيضاً كالمجمعين السالفين وهم يقسمون أقساماً.
أما مجمع العلوم الأدبية والسياسية فلم يكن له كيان قبل الثورة الفرنسوية وغاية ما في الأمر أنه أسس نادي الأنترسول للبحث في هذه العلوم على يد الراهب دي لونكور في سنة ١٧٢٠ فكان يجتمع أعضاؤه وهم مائة من العلماء كل سبت ثلاث ساعات يقضون الساعة الأولى في تلاوة بعض أوراق مقتطعة من الجرائد ويتباحثون في الساعة الثانية في الشؤون السياسية ويصرفون الساعة الثالثة في قراءة مفكرات. فظنت الحكومة الفرنسوية فيه سوءاً فأمرت بإلغائه سنة ١٧٣١ حتى إذا كانت سنة ١٧٩٥ سن قانون لهذا المجمع ينقسم على أقسام قسم العلوم الطبيعية والرياضية وقسم العلوم الأدبية والسياسية وقسم الآداب والفنون الجميلة. وينقسم قسم العلوم الأدبية والسياسية إلى ستة أقسام لكل منها ستة أعضاء في باريس وستة مشتركين في الولايات يشتغلون في تحليل الأفكار والعواطف وهم قسم الفلسفة. والثاني قسم الأخلاق وقسم العلوم الاجتماعية والتشريعية كالتقنين والحقوق العامة والفقه. وقسم الاقتصاد السياسي كالمسائل المالية والإحصائية. وقسم للتاريخ العام والفلسفي وقسم للجغرافيا. ولما قبض نابليون بونابرت على قياد المملكة الفرنساوية أراد أن يلغي هذا المجمع مخافة أن يثير حركة في القلوب الجامدة إلا أنه عاد بعد فتجددت حياته ولما تغيرت أنواع الحكومات في فرنسا تغيرت الأحوال على جميع العلوم الأدبية والسياسية ثم انحصرت أعمال هذا المجمع بعد اللتيا والتي في الاشتغال بخمسة أقسام وهي الفلسفة والأخلاق والتشريع (الحقوق العامة والفقه) والاقتصاد السياسي والإحصائيات والتاريخ