للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدرسين وكان عليه أن يعطيهم من الأجر أكثر مما يعطيهم ويرفع مقامهم أكثر مما رفعهم. كما تكلم على إدارة المدارس وترتيباتها وأصولها الصحية وقال أن الواجب أن لا نستسلم للأجانب ونأخذ عنهم قضية مسلمة كل ما يدعون أنه لازم لقوام حياتنا العملية. وأننا يجب أن نضع نظام دروسنا بأيدينا وإلا فإن الدروس التي نتلقاها في المدارس لا تخرج رجالاً تامة أدواتهم بل كثيراً ما تضطرهم إلى الهجرة ولا يكون منهم خير لبلادهم.

ومن رأيه أن يعقد مؤتمر وطني أو عام للنظر في إصلاح التعليم حتى لا يسوغ لكل قادم علينا بحجة تعليمنا أن يعبث بعقول فتياتنا على هواه ليجعلهم على مثاله ويقتل في عقولهم الحمية والشجاعة والشعور بالوطنية وعزة النفس لتأتي منهم رؤوس فارغة من التعليم والإحساس مملوءة بالعجب والإعجاب ويجب أن يقرن تعلم اللغة العربية بلغة أجنبية على أن لا يعلم من لغة البلاد إلا ما يتمكن معه التلميذ من الكتابة فيها بسهولة على نحو ما يكتب بالإفرنجية وأن يعلم الأخلاق بأصولها على طريقة موجزة متينة تكون الوطنية شعارها حتى إذا خرج التلميذ من المدرسة يكون عارفاً بحقوقه وواجباته وتاريخ بلاده مجسماً وله فكر إجمالي في التاريخ العام متقناً جغرافية بلاده مع إجمال عن الجغرافية العمومية وبعض مبادئ العلوم لئلا تستولي عليه الخرافات.

ورأى أن تعلم العربية بدراسة كتب المتأخرين لأن إنشاءهم وشعرهم أحسن مما كتبه المتقدمون من العرب. وهذا رأي لا يوافقه عليه أحد من أهل العلم لما عرف من أن المتأخرين هم سبب فساد اللغة والرجوع بالمتعلمين إلى كتبهم رجوع القهقرى وعنده أن يعتني باللغة العامية السورية ويقابل بينها وبين اللغة الفصحى لأن في العامية أشياء لا ينبغي الزهد فيها وأن الواجب تدريس العلوم العربية لتقوى ملكتها في المتعلمين. وتكلم على ما ينبغي للسوري أن يتعلمه من اللغات فجعل المقام الأول للإفرنسبة ثم للإنكليزية فالألمانية فالإيطالية.

وأجاد الكلام على التربية وتلقين العادات النافعة وختم بقوله أن مجتمعنا متألم مما صارت إليه حاله وحاجته ماسه على الشفاء مما أصابه والدواء هو الإصلاح وأحسن أداة له إصلاح المدرسة. وقد تجلى لنا من تصفح الكتاب أن مؤلفه ذو خبرة بأمور المدارس ومواد التدريس وحالة المدرسين فنشكر له حسن أدبه في بيان أفكاره وكنا نود أن يكتبه باللغة