والمجازات على طريقة أكثر الشعراء المحدثين وكتابهم على حين نراها قليلة في شعراء الصدر الأول وكتابه وإن جاءت فإنما تجيء عرضاًُ اعتبر ذلك بكلام ابن المقفع والجاحظ وأبي تمام والمتنبي وغيرهم. ومن الاستعارات البعيدة قوله أشبه شيء بالنور الذي يتألق فيه ماء الصورة وماء الصورة أشبه بماء الملام التي انتقدها البيانيون على أبي تمام ومثلها أجنحة الخواطر وقوله فما أحسن الوجه وهو روضة مصورة وزجاجة منورة وشهادة على الله مزورة وينتقد عليه من الألفاظ الوحشية لفظ مختشب أي غير منقح ومرسل. واختيار لفظ واحد لمعنى واحد لا يحرص عليه في كل اللغات لا في أسماء الفنون والصناعات ونحوها فلا يصح مثلاً أن نقول هات الأداة التي يكتب بها بل نقول هات القلم ومختشب مثل مخشلب التي وردت في شعر المتنبي وسواءٌ في الثقل والوحشية. ومثله قوله رجع بمقصر مما كان يحاول ولنا عن مقصر هذه مندوحة في الاستعمال وكذلك تأنيثه البلد وهو مذكر. وجمعه عادة على عوائد والصواب عادات وعاد وقوله ينطقونها والصواب ينطقون بها وتوريق الشجر والصوب غيراق الشجر والروضة الشجية بمعنى مطربة والشجي المحزن والجرائد تغلط في قولها وكانت الموسيقى تطرب الأسماع بألحانها الشجية والأولى أن يقال المطربة أو ما إليها. وفي الديوان من جيد المنظوم ما يجدر بالأدباء الأخذ منه والنظر فيه خصوصاً والرافعي من الشعراء الذين تفاخر بهم العربية.
المسألة الاجتماعية في سورية
كتب خير الله أفندي خير الله من أساتذة بيروت هذا الكتاب باللغة الإفرنسية وصف فيه الحالة الاجتماعية وطرق التدريس في سورية قال فيه وإذا كانت الضرورة تقضي بأن نخرج من مدارسنا سوريين لا إفرنسيين ولا إنكليز ولا أميركانيين قضي علينا أن نخرج من النساء كذلك وإلا كانت البيوت جحيماً لا نعيماً. والمدرسة الحسنة التنظيم هي المجتمع المنظم بعينه فإذا لم يكن للمدرسة نظام نافع يجب علينا أن نعمل يداً واحدة على تقويضها من أساسها فخير لنا أن نكون بلا مدارس جملة واحدة من أن تخرج مدارسنا من لا نريدهم من الرجال والنساء. سعت مدارسنا فقد فينا دائرة التعليم ولم تنفحنا مثل ذلك من التهذيب على أن ذاك التعليم نفسه سطحي غير موافق لحاجاتنا.
وأجمل الكلام على المعلمين في المدارس والدروس وقال أن المجتمع غير عادل في معاملة