للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

في جملة أهل طبقته أو يحرمان أحد الوطنيين بأن يحذفا اسمه من سجلات القبائل. ويسهل عليهما عقاب من يرونهم مجرمين ويتجاوزان عن السيئات التي لا تقدح بمنطوق القانون. ولطالما رأوهما يجردان الوطنيين لأنهم لم يحسنوا التوفر على مقولهم ولصرفهم كثيراً على خدمهم وسجنوا أحد الشيوخ لأنه كان يملك عشر ليبرات من الأواني الفضية وآخر لأنه أهمل تعهد قبور أجداده. وغيره لأنه طلق زوجته هذه السلطة المفرطة هي ما يطلق الرومان عليه حكومة الأخلاق فوكيلا الإحصاء عما سيدا المدينة على الجملة.

جلسة مجلس الشيوخ: يتألف مجلس الشيوخ من نحو ثلثمائة رجل يعينهم وكيل الإحصاء إلا أن هذا لا ينصبهم كيفما اتفق فلا ينتخب من أبناء البلاد إلا الأغنياء أصحاب المكانة وسلالة الأسرات الكبيرة ومعظمهم من قدماء الحكام ويختار على الأغلب دائماً أناساً كانوا في المجلس من قبل بحيث أن عضو مجلس الشيوخ يبقى في هذا المنصب طوال حياته فمجلس الشيوخ هو محل اجتماع أهم رجال رومية ولذلك كانت لهم سلطة وسطوة.

فإذا حدث أمر يجمع أحد الحكام أعضاء الشيوخ في أحد المعابد ويعرض عليهم المسألة ثم يسألهم رأيهم فيها فيجيبه كل واحد بمفرده مراعين في ذلك مراتبهم في الشرف وهذا ما يدعى أخذ رأي مجلس الشيوخ ويسطر الحاكم بعد ذلك رأي الأكثرية وهذا ما يسمونه مرسوم ديوان الأعيان أو الشيوخ ويكون قرارهم عبارة عن رأي لأن ليس من حق مجلس الشيوخ أن يقنن القوانين. بيد أن رومية تعمل بهذا الرأي عملها بأمر مفروض. وللشعب ثقة بشيوخه لعلمه أنهم أكثر خبرة منه ولا يجرأ الحكام على مقاومة مجلس مؤلف من أكفاء يساوونهم في الشرف. ولذلك كان المجلس يفض جميع المسائل فيقرر الحرب ويعين عدد الجيوش ويقبل السفراء ويعقد السلم ويفرض الدخل والخرج فيصدق الشعب على مقراراتهم والحكام ينفذونها. وفي سنة ٢٠٠ قرر مجلس الشيوخ إعلان الحرب على ملك مكدونية فأوجس الشعب خيفة ولم يوافق على ذلك فصدر أمر مجلس الشيوخ بجمع المجامع من جديد وأن يلقى عليهم خطاب يكون أبلغ في إقناعهم من الخطاب الأول وعندها لم يسع الشعب إلا الموافقة. وبذلك رأيت أن الشعب في رومية كان يحكم كما يحكم الملك في إنكلترا ولكن كان الحكم لمجلس الشيوخ.

المجالس والانتخابات: تسمى حكومة رومية الجمهورية أي متاع الشعب وجماعة الوطنيين