للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وحملات وبعدها يسوغ له أن ينتخب صرافاً فيعهد إليه النظر في إحدى خزائن المملكة. ثم يصير ناظراً للأبنية والملاعب فينظر في أمور الشرطة والبياعات وبعد ذلك ينتخب قاضياً فيجري أحكام العدل وعقيب ذلك يصبح قنصلاً فيقود جيشاً ويرأس المجالس وعندئذ تحدثه نفسه بأن يكون وكيل إحصاء وهذه هي الدرجة التي دونها في العلو كل درجة لا يبلغها المرء قبل أن يبلغ الخمسين من العمر فترى بهذا أن رجلاً واحداً يكون مالياً إدارياً وقاضياً وقائداً وحاكماً قبل أن يتولى وظيفة وكيل الإحصاء الغريبة وهي عباة عن تنظيم المجتمع وتسمى سلسلة هذه الوظائف سلك المناطب ولا تدوم كل وظيفة من هذه الوظائف إلا سنة واحدة للارتقاء للوظيفة التالية يقتضي انتخاب جديد. ويجب على الموظف في خلال السنة التي تتقدم انتخابه أن يظهر في الشوارع بلا انقطاع ويسير كما يقول الرومان أو يطمع في امتياز المنصب أن يلتمس أصوات الشعب والعادة في خلال هذه المدة أن يلبس حلة بيضاء وهذا معنى مرشح باللغات الإفرنجية أي المكتسي بالبياض.

إدارة الولايات

الشعوب الخاضعة: ما انقضى القرن الأول قبل المسيح إلا وقد أخضعت رومية عامة الأقطار الواقعة حول البحر الرومي من إسبانيا إلى آسيا الصغرى ولم تضف هذه البلاد إلى المملكة الرومانية ولم يصبح سكانها وطنيين رومانيين ولم تغد أرضهم أرضاً رومانية بل ظلوا غرباء وانضموا فقط إلى هذه المملكة أي أنهم أصبحوا تحت استيلاء الشعب الروماني كما أن الهنود اليوم ليسوا وطنيين إنكليز بل هم رعايا إنكلترا والهند جزء لا من إنكلترا بل من المملكة الإنكليزية فقط.

فلا يصبح سكان البلاد المغلوبة وطنيين في رومية بل يبقون غرباء أجانب ولكنهم رعايا الشعب الروماني يؤدون إليهم الجزية وعشر غلاتهم وأتاوة من المال ورسماً على كل رأس وعليهم أن يخضعوا لجماع ما يأمرونهم به إذا ليس في استطاعة الشعب أن يحكم بالذلات ليبعث بحكام ينتدبهم لأن يحكموا عنه وكل بلد خاضع لوال كان يسمى ولاية ومعناها المهمة.

كان في أواخر عهد الجمهورية (في سنة ٤٦) ١٧ ولاية منها عشر في أوربا وخمس في آسيا واثنتان في أفريقيا ومعظمها متنائية الأطراف جداً فلم تكن بلاد الغال كلها سوى أربع