في ثمن البضائع فالكنيسة هي بورصة ومحكمة معاً. وفي الكنائس الكبرى أقيمت بعد ذلك مجالس المسيحيين وظلت الكنائس النصرانية قروناً محتفظة بأسماء الكنائس الرومانية وأشكالها.
ومنها المرازح (المرسيح) ذات الدرجات (انفتياير) والملعب وهي مؤرلفة من عدة طبقات وأروقة وضعت بعضها فوق بعض تحيط بالملعب وكل طبقة من هذه الأروقة يعلوه عدة صفوف من الدريجات وذلك مثل الكوليزة في رومية ويمادين أرل ونيم. ومنها قوس النصر وهو باب شرف له بعض سعة بحيث يكفي لمرور مركبة منه وهو مزين بعمد ومزخرف بنقوش كثيرة ومن هذا النوع قوس النصر في أورانج. ومنها الجسر وهو يبنى على صف من الحنايا وسط النهر. ومنها المجاري التي تجلب فيها المياه وكثيراً ما تكون على شكل جسر لتمر فوق دار ومن هذا الضرب من المجاري القطعة من الجسر المسماة كارد.
وقد كان الإمبراطور أغسطس يفاخر أنه افتتح في رومية زهاء ثمانين معبداً قال: لقد وجدت مدينة من القرميد وهاآنذا أترك مدينة من الرخال وعمل أخلافه كلهم على زخرفة رومية وقد ازدحمت المصانع حوالي الفوروم (الميدان) خاصة وأصبح الكابتول مع معبده المعروف بمعبد المشتري أشبه شيء بالأكروبول في أثينة. وفي ذاك الحي أنشئوا عدة ساحات ذات مصانع مثل ساحة قيصر وساحة أغسطس وساحة نرفنا وساحة تراجان وهي أزهاهن.
استخدم الرومان في أبنيتهم الحجارة التي وقعت تحت أيديهم في البلاد يرصفونها بملاط متين صنع بالكلس والرمل بحيث أتت عليه آلف وثمانمائة سنة وهو لم يتحتت بما أصابه من الرطوبة. ولا تقرأ في مصانع الرومان تلك البهجة التي تتجلى في المصانع اليونانية بل إنها متسعة متينة راسخة القواعد شأن الفتح الروماني. وما زالت أرض البلاد إلى يومنا هذا طافحة بأنقاض تلك المصانع. ولم يبرح الباحثون يعثرون حتى في قفار أفريقيا والدهشة آخذة منهم على مصانع رومانية محفوظة سالمة. ولما أريد جلب الماء إلى تونس لم يعملوا إلا أن أصلحوا مجرى النهر الذي أنشيء بالعهد الروماني.
التجارة: أصبحت رومية أعظم مدينة في العالم (ويذهبون إلى أن أنه جاء عليها زمن كان فيها مليون نسمة) فكانت بالطبع مركز تجارة المملكة. ولقد مضت العصور القديمة