للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكان ذلك من أشق الأعمال يندبون إليها عقوبة لهم في العادة. وكانت المطحنة قديماً مثل محبس (لومان) وقال بلوت: كان يبكي أشقياء العبيد الذين يطعمون البولانتا (سويق من دقيق الذرة) وهناك يرن دوي الأسواط وقعقعة السلاسل والأغلال. وبعد ثلاثة قرون أي في القرن الثاني بعد المسيح وصف القصصي أبوليه داخل مطحنة بقوله: أيها الأرباب ما أتعس هؤلاء المساكين من البشر فقد اسودت جلودهم وتبرقشت من ضرب السياط ولا تستر أبدانهم غير خرق من قميص مدموغة جباههم محلوقة رؤوسهم مقيدة أرجلهم مشوهة أبدانهم من النيران مقروضة جفونهم من الدخان وقد علاهم غبار الدقيق.

ولم يكن العبيد يكتبون لذلك لا نعرف ما هو رأيهم بأنفسهم في معاملة ساداتهم لهم. إلا أن الموالي أنفسهم كانوا يشعرون بحقد عبيدهم عليهم. ولما انتهى إلى بلين لجون ما أصاب أحد أرباب الأملاك من ذبحه في حمام بيد عبيده قال ملاحظاً: أصبح كثير من الرومان عرضة لحقد عبيدهم أكثر من حقد الظالمين.

الشركات: كان في جميع بلاد الإمبراطورية في الشرق اليوناني أكثر من الغرب اللاتيني عدد كبير من الشركات مختلفة الضروب والأشكال. فمنها شركات لأرباب الصناعة الواحدة وشركات للممثلين والمصارعين وشركات أدبية وشركات لاجتماع السكيرين على الشراب ولبعض هذه الشركات أعضاء من الرجال الأغنياء مقل جمعيات الجباة وكان أعضاؤها يلتزمون الأموال الأميرية. ومثل جمعيات التجار الذي يتجرون بين إيطاليا وغاليا ولكن معظم تلك الجمعيات كان مؤلفاً من صعاليك القوم.

ولقد طال منع الحكومة الرومانية لهذه الجمعيات والشركات ثم تسامحت بها حتى إذا كان القرن الثالث أخذت تمد إليها يد مساعدتها ولكن الحكومة لم تمنع قط الجمعيات لدفن الموتى وكانت هذه الجمعيات تتألف من أناس مساكين لا يستطيعون أن يقتنوا أرضاً لتكون لهم قبراً فكانوا يشتركون ويدفعون أقساطاً للحصول على سرب يكون مشتركاً بينهم ليدفنوا فيه أمواتهم. فالمغارة أو السرب المعد لدفن الموتى هو عبارة عن بناء مقبب وفيه صفوف كثيرة من المقاصير يجعل في كل واحدة منها رفات ميت ويسمونها برج الحمام بسبب شكلها.

وعلى هذا كان أعضاء جمعية الموتى على ثقة من الحصول على مدفن لائق بعد موتهم