وقبر دائم لهم على الدهر وهو ما كان القدماء يحرصون عليه كل الحرص ويسمون هذه الشركات لا بأسماء حزن لئلا تكون شؤماً بل يسمونها بأسماء أرباب ويسمونها شركات الصغار وكان يدخل فيها كثير من العبيد. وتجعل جميع الشركات إلا قليلاً تحت حماية أحد الأرباب يحميها (مثل جمعيات الأطباء التي أطلقوا عليها اسم أسكولاب) وما كان لكثير من هذه الشركات من غاية إلا أن يتعبدوا كلهم جماعة. والحكومة لا تدر الأرزاق إلا على المعابد والكهنة وبعض الشعائر الرسمية. وجميع الأديان الأخرى كانت منظمة على هيئة جمعيات. ولأهلها صندوقهم وكاهنهم ومصلاهم ومذبحهم وحفلاتهم. وكانت الكنائس النصرانية أولاً شركات من هذا النوع.
وأهم الشركات شركات أرباب الصناعات فكان منها في عامة المدن حتى أن العواصم كان فيها عدة شركات من نوعها وأعضاؤها في العادة من أرباب الصناعة الواحدة وتسمى كل شركة بأسماء صناعات أعضائها فقد كان في أفيز شركة حلاجي الصوف وفي جنيف شركة الملاحين وفي ليون شركة عملة البناء. وتقبل كل شركة في أعضائها أناساً من أهل صناعة أخرى. ومن العادة أن يكون لكل شركة عبادة فتعبد رباً وتقيم عيداً للاحتفال ويحملون فيه علمه ودامت هذه العادة في القرون الوسطى في شركات الصناع المسيحيين وهذه الشركة تقوم بدفن أعضائها متى ماتوا في مدافن لائقة ولكل شركة مديران يختاران من المعلمين ويكونان في العادة وكيلاً وأمين صندوق ينتخبهما الأعضاء كلهم إلا أنه لم يكن لهما أدنى سلطة على أرباب الصناعة وما كان أحد يكره أحد على الدخول معهم.
الحقوق الرومانية
دين البيوت: يعبد أعضاء كل أسرة بأجمعهم أجدادهم ويجتمعون حول مزار واحد فأربابهم واحدة ولهم وحدهم أن ينظروا إليها ولا يحق لأحد أن يعبد أجداد أسرة غلا إذا كان من فرع أولئك الجدود. ويقام المزار الذي يجعل فيه أرباب البيت في مكان منفرد م الدار لا يقترب منه غريب. والأسرة الرومانية تختلف كثيراً عن الأسرة الحديثة لأن نظامها ديني.
الزواج: أخذ الزواج الروماني يصير احتفالاً دينياً فيسلم الأب ابنته المخطوبة إلى خارج الدار فتحمل في موكب إلى دار زوجها ويقدمون لها الماء والنار وهناك يقتسم الزوجان بحضور أرباب الأسرة قطعة من الحلواء معمولة من الحواري وكان يسمى الزواج إذ ذاك