للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

شركة الحلواء.

وقد اخترع الرومان منذ الزمن الأطول ضرباً من لازواج يسوغ للطبقة الوسطى فقط وهو إما أن يبيع المخطوبة أحد أوليائها واقربائها بحضور شهود من قبل زوجها ويصرح هذا بأنه ابتاعها على أن تكون زوجة له وهذا زواج البيع وإما أن تجيء الزوج فتساكن زوجها ومتى قضيا سنة معاً يعتبران متزوجين وهذه الزواج بالعادة.

الرومان كاليونان يرون الزواج فرضاً دينياً والدين يأمر بأن لا تندثر الأسر. وعند ما يتزوج الروماني يصرح بأنه اتخذ زوجته ليكون له منها أولاد. وقد \ لق أحد أشراف الأغنياء زوجته وكان يحبها حباً جماً لأنه لم يرزق منها أولاد.

المرأة: ليست المرأة الرومانية حرة أصلاً فهي في شبيبتها ملك أبيها يختار لها زوجاً وإذا تزوجت يصير أمرها بيد بعلها ويقول الفقهاء أنها في يده وأنها مثل ابنته وبالجملة فللمرأة سيد على الدوام بيده موتها وحياتها.

ومع هذا لم يعاملوا المرأة قط معاملة الرقيق وهي مساوية في المكانة لزوجها ويدعونها أم الأسرة كما يدعون الرجل أباً لأسرة فهي سيدة في البيت كزوجها تسيطر على النساء الرفيقات فتكلفهن بجميع الأعمال الشاقة كطحن الحب وخبز الخبز وعجنه. وتجلس في قاعة التشريفات من الدار تنسج وتحيك وتوزع الأعمال بين الإماء وتلاحظ الأولاد وتدبير شؤون البيت وليست المرأة الرومانية كالمرأة اليوناينة بعيدة عن الرجال بل تتناول الطعام على المائدة مع زوجها وتستقبل الزائرين وتذهب لتناول الطعام في المدينة وتظهر أمام الناس في الحفلات وفي دور التمثيل وأمام المحكمة. إلا أنها في العادة تكون جاهلة أمية وذلك لأن الرومانيين لا يهتمون بتعليم بناتهم. وأهم صفة يعتبرونها في المرأة أن تكون زاهدة فإذا ماتت يكتبون على قبرها إشارة إلى مدحها: أنها التزمت بيتها ولم تخرج منه وغزلت الصوف.

الأولاد: الولد الروماني لأبيه بمثابة ملك له وللوالد الحق في أن يعرضه في الشارع فإذا أخذه يربيه في بيته أولاً والبنات يبقين في البلاد ريثما يتزوجن وهن يغزلن ويحكن تحت ملاحظة أمهاتهن والبنون يعملون في الحقول مع آبائهم ويتمرنون على استعمال السلاح.

ليس الرومان شعباً مفنناً في الصناعات وغاية أمانيهم أن يعرف أبناؤهم القراءة والكتابة