وما هذا الاختلاف في الحقيقة ناتج إلا من التحكم البارد غالباً. قال ابن الأثير في حوادث سنة ٢٣٥ أن المتوكل أمر أهل الذمة بلبس الطيالسة العسلية وشد الزنانير وركوب السروج بالركب الخشب وعمل كرنين في مؤخر السروج وعمل رقعتين على لباس مماليكهم مخالفين لون الثوب كل واحد منهماقدر أربع أصابع ولون كل واحدة منهما غير لون الأخرى ومن خرج من نسائهم تلبس إزاراً عسلياً ومنعهم من لبس المناطق وأمر بهدم بيعهم المحدثة وبأخذ العشر من منازلهم وأن يجعل على أبواب دورهم صور شياطين من خشب ونهى أن يستعان بهم في أعمال السلطان ولا يعلمهم مسلم وأن يظهروا في شعانينهم صليباً وأن يستعملوا في الطريق وأمر بتسوية قبورهم مع الأرض وكتب في ذلك إلى الآفاق.
وقال الذهبي فيحوادث ٣٩٨ وفيها هدم الحاكم كنيسة القيامة بالقدس وكانت فيها أموال وجواهر ما لا يوصف وألزم النصارى بتعليق صلبان على صدورهم واليهود بتعليق مثل رأس العجل على صدورهم وكان الصليب رطلاً بالدمشقي من خشب ومثال رأس العجل كالمدقة وزنها رطل ونصف وأن يشدوا الأجراس في رقابهم عند دخول الحمامات قال وألزم الحاكم صاحب المغرب والحجاز ومصر والشام أهل الذمة بالصلبان في أعناقهم وألبس اليهود العمائم السود نكاية واهنة لبني العباس قال ابن خلكان وفي سنة اثنتين وأربعمائة أمر الحاكم النصارى واليهود إلا الخيابرة بلبس العمائم السود وأن تحمل النصارى في أعناقهم الصلبان ما يكون طوله ذراعاً ووزنه خمسة أرطال وأن تحمل اليهود في أعناقهم قرامي الخشب على وزن صلبان النصارى وأن يكون في أعناق إذا دخلوا الحمام الصلبان وفي أعناق اليهود الجلاجل ليتميزوا عن المسلمين.
قلنا وكان في الحاكم لوثة وجنة يأمر اليوم بأمر فينهي عنه في الغد.
وذكر الذهبي في حوادث سنة سبعمائة أن النصارى واليهود ألبست بمصر والشام العمائم الزرق والصفر واستمر ذلك. وسنة ٧٣٤ ألزمت النصارى ببغداد بالغيار ثم نقضت كنائسهم ودياراتهم وأسلم منهم ومن أعيانهم خلق كثير منهم سديد الدولة وكان ركناً لليهود.
وروى لسان الدين بن الخطيب أن اسمعيل بن فرج الخزرجي من ملوك الأندلس اشتهر في إقامة الحدود وإراقة المسكرات وحظر تجلي القينات للجرال في الولائم وقصر طربهن