الدين شيركوه في بدء أمره بمصرانه نصراني وأنه يتصرف في (عمله) بلا غيار نهاه وأمره بغيار النصارى ورفع الذؤابة وشد الزنار عن الديوان فبادر هو وأولاده فأسلموا على يده فأقره على ديوانه مدة ثم صرفه عنه فقال فيه ابن الذروي:
لم يسلم الشيخ الخطير لرغبة في دين أحمد
بل ظن أن محاله ... يبقي له الديوان سرمد
والآن قد صرفوه عنه فدينه فالعود أحمد
ولما أمر شيركوه النصارى بلبس الغبار وإن يعمموا بغير عذبة قال عمارة اليمني:
يا أسد الدين ومن عدله ... يحفظ فينا سنة المصطفى
كفى غياراً شد أوساطنا ... فما الذي يوجب كشف القفا
هذا ما كان عليه الاختلاف في الأزياء بين أهل الوطن الواحد وأكثره كما ترى ناشيء من ملوك وفقهاء متعصبين تعصب ظاهراً مثل المتوكل والحاكم بأمر الله ولم يسمع بأن رجال الجد في الإسلام مثل الرشيد والمأمون وصلاح الدين ونور الدين تحكموا هذه التحكمات والله أعلم.