للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

اليسرى قابضة على المنشفة ومضطربة بفعل عصبي ويده اليمنى موضوعة على زجاجة خمر فارغة وكان جالساً على كرسيه في المؤخرة بعيداً جداً عن الطاولة، أما كراب الأعمى فكان على شفتيه كأس ماء وكانت عيناه متجهتين إلى القدح ونظرت رماد سيكارته تتساقط على المنشفة بينما كان يشرب الماء، وكل هذا أذكره تماماً، ثم وضع القدح على المنضدة وكان في بقية ماء اضطربت ثواني قليلة ثم سكنت.

ـ إن وصفك تام مدقق فلننظر الآن في شأن دونلسون وقد قلت لي أنه كان بعيداً جداً عن المنضدة.

ـ نعم وكانت نظراته تشف عما في صدره.

ـ يظهر أنه اغتنم فرصة الظلام فسرق الماسة أليس كذلك؟

كان ذلك كما تقول، وكان له هيئة تشبه هيئة الثعلب الذي سقط في فخ.

ـ وهل كان جالساً على مقعده بدون اهتمام عندما أظلمت الغرفة؟

ـ أظن ذلك.

ففكر البوليس لحظة ثم قال:

يمكنني أن أتصور الآن كيف جرت الحوادث فإن دونلسون نظر اختفاء الماسة.

ـ لا لا قال دلمار وكان يتزايد اضطرابه العصبي أنا لا أعتقد بهذا ولكنني أظن أن دنلسون هو السارق وهذا الشك يتزايد في خاطري فقال له نكارتر أملك روعك فإنك قد قصصت عليّ الأخبار بدقة وتفصيل نادر فلا تشوش حديثك بالاضطراب.

فلنفكر بكل هذه الشؤون ولنمعن النظر فيها بهدوء وسكينة.

فتضجر دلمار وقال سأبذل جهدي لاتباع نصيحتك فماذا تريد أن أخبرك الآن؟

ـ أريد أن تخبرني ماذا قال أصدقاؤك عندما ألقيت الشبهة على أحدهم وماذا صنعوا ليعينوك على اكتشاف السارق؟

ـ فقال دلمار إنني نظرت إلى دونلسون فوجدت ألوانه متغيرة لأنه لحظ أنني أتهمه بالسرقة.

فقال لي لا توجه إليّ هذه النظرات يا دلمار.

ـ إنني لا أحب هذا النوع من اللهو، قلت هذا بصوت أجش وألقيت عليه نظرات لا تسر.