نيتي أن أقدم إلى المدعوين قدحاً من الكونياك الفاخر، ومع هذا فلم أولِ أصدقائي ظهري تماماً لأنني لم أشأ أن أحول نظري عن الماسة ولكن لنكد طالعي ضغطت على زر الكهربائية وللحال استولى على الغرفة ظلام دامس لم يستمر بضع ثوان أعدت في خلالها المجرى الكهربائي ولو قدر لي أن أعيش مئة سنة لم أنس اليأس الذي أخذ بخناقي عندنا ألقيت نظري على المنضدة فوجدت الماسة قد اختفت.
وحين وصل دلمار إلى هذا الحد من حديثه أمر يده على جبهته وانقطع عن الكلام فقال نكارتر لو لم تأتِ إليّ اليوم وتقص عليّ هذا الخبر لكنت أقول أن أحد أصدقائك سرق الحجر.
فقال دلمار هذا هو فكري بتمامه.
فأجاب نكارتر نعم ولكنك إذ لم تفتشهم حالاً صار الواجب علينا أن نسلم أن اختفاء الماسة سر غامض.
فسأل دلمار وكيف هذا إنني لا أفهم شيئاً.
فقال نكارتر إن المسألة واضحة كل الوضوح وهو أن رجلاً يجيد استعمال المسدس مثلك كان من الواجب عليه أن لا يدع شيئاً ثميناً كهذا يفقد من دون أن يطلق طلقاً أو ينبس ببنت شفة بل كان يفتش حالاً في الموضع الذي وضع فيه الحجر فإن الحجارة الكريمة لا تسرق نفسها على ما أعلم.
فقال دلمار إنني أخبرتك أنني حزين لأنني لم أعمد إلى المسدس فقد أخرجته من جيبي ولكني لم أطلق النار، على أن الماسة اختفت كما قلت بطريقة غامضة خفية للغاية فإنها لا تسرق نفسها كما قلت وبالتالي فلم أجد طريقة أوضح فيها هذا الإبهام.
ـ فأخبرني بالتفصيل والتدقيق عما أجريته عندما فقدت الماسة.
ـ إذن فاسمع أول ما وقعت الحاظي على ماتيو وكانت يده على شفتيه تنتزع السيكار الذي كان يدخنه دون انقطاع، وكانت مظاهر الدهش تعلوه فعزوت هذه المظاهر إلى ما ناله من سرعة فقد الماسة وكانت يده اليمنى على المنضدة.
وكان دونلسون يرسل إليّ لحظاً لم يسرني فاشتبهت به للحال ويعسر عليّ أن أصف هيئته وصفاً مدققاً ولكنني أذكر ما يلي، كانت عيناه موجهتين إلى موضع الماسة تواً وكانت يده