أكثر مني.
بعد أن أدرت ظهري لمركز البوليس أتممت المسير فاجتزت المدينة وقبل الساعة الحادية عشرة وجدت نفسي أمام محطة السكة الحديدية وأبصرت عربة مقبلة تقل مسافراً.
ولما وصلت قفز السائق إلى الأرض وساعد الراكب على النزول ولم يكن هذا الراكب سوى كراب الرجل الأعمى.
فصرخ نيكارتر ياللعجب.
فتبسم دلمار عندما سمع ذلك وقال:
ربما افتكرت أنه أراد أن ينجو بالسرقة وأنا أعتقد أنه ربما كان هذا ممكناً وربما كان من الواجب عليّ أن أستعمل المسدس ولكن إصغ: إنني رأيت السائق يأخذ خريطة كراب من العربة ثم أمسكه بذراعه وقاده إلى غرفة الانتظار، فكنت لهما ألزم من ظلهما.
ثم أخذه إلى حيث قطع جوازاً إلى بونبلو وكنت خلفه فسمعته يسأل المأمور عن ميعاد سفر القطار فأجابه سيقوم القطار الأول إلى بويبلو بعد عشر دقائق.
وفي هذه الأثناء كان السائق واقفاً وراء كراب ليقوده إلى القطار وعندما اجتازا غرفة الانتظار أعوزتني السكينة ولم أتمالك نفسي فعارضتهما في الطريق.
وقلت له وأنا أشتعل من الغيظ:
أسعدت صباحاً يا مسيو كراب
فحدق بي الأعمى وأدار نحوي عينيه وظهر عليه أنه عرف صوتي فقال وهو يتردد في القول:
يظهر لي أني أعرف صوتك، ألست المسيو دلمار، فهل خدعني سمعي؟
فقلت له أنا هو.
ـ إذن فقل لي بالله هل وجدت أثراً لماستك تهديك لمخبأها؟
ـ فقلت لا وكنت أراقب ماذا يكون تأثير جوابي فيه.
ـ إن هذا مكدر جداً، إن هذه الضربة هائلة.
ـ نعم ولكن ليس بوسعي إلا أن أتلقى مصيبتي بالصبر، والآن فإني أراك على وشك السفر.