إلى حيث تناولنا طعام العشاء، وابتدأت أفتش نفسي بدقة لا مزيد عليها فقلبت جيوبي جميعها ومزقت بطانة أثوابي وعريت من كل لبسي حتى صرت في حالة جدينا الأولين، وإن خجلي من قص ذلك عليك لا يوازي خجلي من إخفاق مساعيّ، فقد اختفت الماسة ولم أقف لها على أثر.
ولم أكد أتمم لبس ثيابي حتى قرع الباب ففتحته وإذا بخدام الفندق قادمين ليرتبوا الغرفة وبينما كانوا يدأبون في عملهم كنت أراقبهم بمزيد الانتباه وأقول من المحال أن لا يجدوا الماسة.
ولما أنجز الخدام عملهم ولم يجدوا شيئاً خرجت أتجول في الشوارع وظللت نحواً من ساعتين، وكان الوقت الساعة التاسعة ليلاً، ثم وقفت بغتة لأرى الجهة التي أسلك فيها وتطلعت فإذا أنا أمام مركز البوليس فهممت بالدخول لأقص عليه الواقعة، وبعد أن فكرت بهذا علمت أن لا رجاء لي بمساعدة البوليس العادي في هذه المسألة الغامضة، إذ ليس في يدي برهان يؤكد حدوث السرقة، إن الماسة فقدت دون شك ولكن بعد المبحث المدقق الذي أجريته لم أجد مجالاً لاتهام ضيوفي.
فأتممت نزهتي منفرداً وكان يأسي يزداد من حين إلى آخر وكنت أعزي نفسي بأن فقدان الماسة لم يجعلني مملقاً فما زالت ثروتي في كلكتا ولكن هذه التعزية كانت تزول حين كنت أفتكر أنني خسرت بضياع الماسة نحواً من نصف مليون دولار، ولا سيما عندما أفتكر أن هذه الثروة الواسعة فقدت في بضع ثوان.
فسأله نيكارتر وهل أخبرك الجوهريون في كلكتا أنها تساوي هذا الثمن الفاحش؟
ـ نصف مليون؟ هذا مؤكد وهو ليس بثمنها الفاحش بل المعتدل، وقد أخبروني أن الماسة إذا قطعت قطعاً لا يشوبه خطأ فإن ثمنها يرتقي إلى ثلاثة أضعاف هذه القيمة.
ـ إذن فأنت تعتقد أن عين الشيطان تستحق العناء الذي ستصرفه في البحث عنها.
ـ آه يا مسيو كارتر وهل تريد أن تتولى أمر البحث عنها؟
ـ على الأرجح. . . ولكنك لم تقل لي بعد ماذا فعلت ولعلك قد عثرت على أثر يدلك على مكمنها.
ـ قد حزرت يا مسيو كارتر قد عثرت على أدلة عديدة ولكنك تعرف مبلغها من الصواب