ـ لا ولكن اترك لي عنوانك وإذا اضطررت إلى الانتقال فأبلغني ذلك، حتى تصلك جميع الرسائل والأنباء البرقية التي يمكن أن أرسلها إليك، ولا أطلب منك غير هذا سوى أن تثق بي.
وثم تحادث الثلاثة سوية بشأن الأمور المادية التي يقتضيها البحث والتنقيب، وبعد ذلك استأذن المالك الشرعي للماسة من البوليس الشهير ومعاونه وانصرف.
وبعد أن خرج دلمار التفت كارتر إلى معاونه الشاب الايرلندي وقال له:
ـ ما رأيك في هذه القضية يا باتسي؟
يظهر لي أنها أقرب إلى الخيال منها إلى الحقيقة فهل صدقتها يا أستاذي؟
ـ صدقتها كما أصدق بالحياة الأبدية التي لا أشك فيها لحظة.
ـ إذا فرضنا هذا فكيف أمكن الثلاثة أن يخفوا الماسة؟
فضحك كارتر طويلاً ثم قال:
يظهر لي أنك تظنهم شركاء في الجريمة قد تعاقدوا عليها سابقاً.
ـ إذن فماذا تريد أن أعتقد في شأن هذه الماسة التي اختفت وغابت آثارها.
اسمع يا باتسي أريد أن أحدثك بشأنها ولكنني لا أتكلم عن لصوص.
ـ عمن تتكلم أعن لص واحد؟
ـ نعم فأنا أعتقد أن كراب هو السارق الوحيد.
ـ أيمكن هذا؟ أيمكن هذا الأعمى أن يسلب الماسة وأمامه ثلاثة رجال يبصرون؟
فقال نكارتر إن كراب هو الذي أخذ الماسة قال هذا وهو يتظاهر بأنه لم يسمع اعتراض المعاون ومع هذا فأظن أنه لم يفكر أن سرقتها بإمكانه لما قبل الدعوة ولا أصدق باتفاق سابق وأؤكد لك أن دونيلسون وماتيو بريئان من وصمة السرقة وهما يعتقدان كما أعتقد أن كراب هو السارق، وقد هاجهما ما صادفاه من الإهانة فعزما على اتباع كراب وإجباره على رد المسروق أو أن يقاسمهما على الأقل ولما علما بسفره إلى بويبلو عرفا أنه قد خدعهما فاقتنع باتسي بتأكيدات أستاذه وقال حسناً يمكننا الآن أن نستنتج النتائج من هذه المقدمة وقد فهمت الآن معنى المحادثة التي دارت بين الرجلين أمام الفندق.
ـ وجلي أن سفر كراب إلى بويبلو هو اعتراف ضمني بذنبه.