فتعجب كارتر من ثرثرتهما وقال للرجل إن أذنيك لم تخدعاك.
ـ آه آه، أنت هو الصديق صاحب الماسة.
ـ هذا ممكن فأنا لا أنفيه.
ـ حسناً فاسمع إذن إن كنت لا تريد أن تصادف رصاصة توردك حتفك فالأولى بك أن لا تحاول الاجتماع بصديقيك، لأن مصاحبتهما خطرة وقد شعرت بذلك ولهذا فارقتهما هذه الليلة.
ـ يظهر لي أنهما أخبراك بكل شيء وأنا أرجوك أن تخبرني عن واسطة أتجنب فيها ملاقاة هذه الرصاصة وأن تخبرني عن الطريق الذي سلكاه.
فرفع الرجل كتفيه وقال إن فكر ملاحقتهما هو فكر جنوني، ولست أعلم ماذا تفعل إذا وجدت أمام اثنين هذا إذا لم نعد الأعمى، إنني تركت صديقيك أول البارح فإذا أسرعت في السير نحو الشرق تصل إلى مخاضة نزل فيها صديقاك وركبا النهر وسافرا.
ـ أشكرك على هذه التعليمات.
ثم حرك كارتر جواده ولما رآه الرجل سأله هل أنت مصمم على التقدم؟
ـ بلا ريب.
ـ حسناً فهل يلزم أن أعلن خبر موتك؟
ـ لا تتعجل أستودعك الله.
ـ سر بالسلامة أيها الغريب وأشكرك على تبغك، لاحظ أنك واحد ضد اثنين ما عدا الأعمى ولكنني أشتهي لك الفوز من قلبي.
فأرخى نكارتر لجواده العنان وبعد أن قطع ربع ميل التفت وهو على سرجه ونظر الرجل الذي كان يراقبه وهو ثابت في محله فقال البوليس في نفسه إن هذا الرجل ليس أبله كما أظهر لي وقلبي يحدثني أنه سيكون لي وله شأن قبل ختام القصة، آه لله ما أشد حمق ماتيو ودونلسون اللذان يكشفان أسرارهما لكل سائل، واستمر البوليس في سيره حتى أحلولك الليل فاستراح قليلاً ثم ركب جواده وعاد للسير حتى وصل إلى ضاحية كولورادو التي أهداه إليها الرجل ثم ربط جواده في جذع شجرة ثم أوقد قليلاً من الحطب وأعد لنفسه عشاءً من المؤن التي اشتراها ثم التحف بغطائه ونام على الأرض ليريح نفسه بضع ساعات من