للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فصرخ المتكلم الأول:

ماهذه الترهات عندما تسدد حسابك نعلم ماذا نصنع بثيابك وأما الآن فما عليك إلا أن تجيبنا إلى ما طلبنا وتيقن أننا بعد ذلك نكون كرماء جداً حتى أننا نهبك حياتك.

أعطنا الماسة أو أهدنا إلى موضعها وأنت إذا رفضت مائت لا محالة.

فقال الأعمى وهو يتنهد وأي معنى للرفض هنا هل يقدر الإنسان أن يعطي إلا ما يملكه؟

ـ آه

ثم عاد الأعمى إلى الكلام فقال:

فكروا فيما تقدمون عليه وتذكروا أن الدم المهراق ينتقم له دائماً.

ـ هو ذا الرسول الصالح! إننا نعلم ما يجب أن نعمله.

ثم خيم السكوت لحظة على تلك الغرفة.

فقال نكارتر لنفسه يظهر لي أنني وصلت في الوقت المناسب لأمنع هذين الشريرين من ارتكاب جريمة جديدة.

ففتح الباب بلطف ليرى ما يجري داخل الكوخ، فوجد كراب جالساً قرب منضدة في وسط المحل وعيناه الكبيرتان تحدقان بالحائط أمامه، ولا شك أن الأخيرين باغتاه وهو على المائدة إذ كان عليها قطع من الخبز واللحم البارد وقدح ماء ووعاء للقهوة والملح وكان ماتيو ودونيلسون واقفين أمامه وعلى وجهيهما أمارات التهديد فكان واحد منهما رافعاً هراوة ضخمة فوق رأس الأعمى والآخر مستعداً أن يضربه بخشب البندقية.

فقال لا يوجد في القضية ما يقال إن كراب أعمى إذ ليس بيدي أقل ممانعة لهذا الخطر الموشك الحدوث.

فتخطى عتبة الباب وأسرع إلى الداخل وألقى نفسه بين الأعمى وبين الشقيين وصرخ بهما:

ـ اخجلا أيها الشقيان أتضربا أعمى لا طاقة له على الدفاع إن هذا منتهى الجبن والنذالة ونزع الهراوة من يد ماتيو برشاقة وقبض على بندقية دونيلسون وحمى الأعمى الذي لم يعلم ماذا جرى والذي لم يكن يشك أنه أشرف على الهلاك.

فجمد الشريران لمفاجأة هذا الرجل الذي لم يعرفا من أين أتى فخيل لهما أنه هبط من