وبعد أن تبادل ماتيو ودونيلسون النظرات وجدا الأوفق لهما أن يتشجعا ويجلسا فجلس الأول على كرسي مخلعة والثاني على صندوق فارغ فأخرج كارتر من جيبه ورقة مربعة يعلوها الغبار مكتوبة بحروف حمراء ومد هذه الورقة لدونيلسون دون أن يقول كلمة.
وكان فيه تصريح من أحد أشراف مقاطعة مونتانا يعد فيه بمكافأة كبيرة ـ خمسمائة ريال ـ لمن يقبض على جاك الأحمر الشهير حياً أو ميتاً.
وكان نكارتر يتلاعب هذا التلاعب وهو أمين أن ينفضح سره فإن عرف أن جاك الأحمر كان في سجن هيلينا من مقاطعة قونتانا فليس في وسعه أن يفسد هذه الوحدة.
ثم قهقه نكارتر وقال لهم مما قرأتم في هذه الورقة يمكنكم أن تثقوا بي واسمعوا قصتي الغريبة: فإنني اضطررت أن أقتل رجلاً كما أقتل ذبابة، وكان هذا الرجل قد صب ماءً في قدح خمري أسمعتم؟ ماءً مع الويسكي! ماءً، ماءً.
فقلت لهذا الشقي الذي تجاسر على مزج الويسكي بالماء: إن قايين ليس شيئاً بالنسبة إليك، إن ما فعلته هو أعظم من قتل الأب أو الأخ وأريد أن أريك أيها الشقي كيف تتجاسر أن تسمم رجلاً شريفاً بالويسكي الممزوج بالماء، ولم أدعه ينتظر كثيراً بل أطلقت عليه رصاصة كانت القاضية.
أنتم ترون أني كنت محقاً فيما فعلت ولكن الشريف وأعضاء محكمته حكموا بغير هذا وبالاختصار فإنني لو لم أقتل اثنين من الحرس لكنت علقت الآن في مشنقة جميلة، وكان موتي خسارة على الوطن أليس كذلك؟
ثم بدأ بطي الورقة وقال:
أما الآن فبما أنني بزي بربري أو وحشي كما يقولون فقد نجوت من الشرور ولم يعد من معارض لي في نزهتي، ولكنني قد صادفت منذ يومين فارساً قص عليّ خبراً غريباً.
قال لي أنه كان في خدمتكما وأكد لي أن في حوزتكما ماسة لا نظير لها في العالم بأسره وحاول أن يقنعني بالاتفاق معه لنسلبكما إياها.
فنظر دونيلسون وماتيو أحدهما إلى الآخر وهما متعجبان، ثم قال دونيلسون:
إصغِ، إننا نعرف حق المعرفة هذا الرجل الذي تتكلم عنه فقد كان معنا وقد وقف على