ـ ليس لي ما أقوله سوى أنني كنت أود من صميم الفؤاد أن لا أبلغ هذه الأنحاء المقفرة، إنني أنصحكما يا رفيقيّ أن تتبعا نصائح هذا الرجل فأنتما سبب هذه المتاعب، إنكما تريدان أن تجعلاني سارق الماسة وأخبرتما غريباً بما تقصدان فكانت نتيجة ثرثرتكما أن عصبة من الأشقياء تتعقبنا الآن وهذر كما سيأتي على حياتنا.
وكان كراب يتكلم بلهجة ملؤها الإخلاص حتى أوشك أن ينخدع بها نكارتر نفسه لولا أن براهين دامغة كانت تقنعه أن كراب بالرغم عن إنكاره الشديد هو سارق الماسة.
فلمعت شرارات الحقد في نظري دونيلسون وماتيو الموجهين إلى كراب ثم التفت نكارتر إلى دونيلسون وسأله قائلاً: هل تظن أنهم يهاجموننا هذه الليلة؟
ـ إنني نطرت هؤلاء الأشقياء حين صعدت إلى ذروة الرابية فوجدتهم في الوادي مشتغلين بتناول الطعام والعناية بالجريح وسيصلون إلينا في الليل فقال ماتيو لم يبق للظلام إلا ساعة واحدة.
فتنهد كراب تنهداً كثيراً وسأل قائلاً: هل يوجد مظاهر تدل على قرب وقوع المطر؟
ـ نحن معرضون من حين إلى آخر لغيث ساكب.
وكان نكارتر قد أنهى العشا فدخن لفافته بهدوء، وكان من مظاهر السكينة التامة التي تلوح على وجهه أنها أثرت تأثيراً حسناً في نفس البقية، وبعد قليل أقبل الظلام.
وكان نكارتر جالساً قرب الباب فالتفت إلى الداخل وقال: أظن أن العصبة لا تتأخر طويلاً فاستعدوا للمصادمة.
فقال ماتيو والحيرة لا تفارقه.
ـ ماذا نقدر أن نصنع؟
ـ إنهم يعتقدون دون شك أننا سنتحصن هنا فإذا أغلقنا باب الكوخ أحبطنا ما يرومونه من حصارنا ولا أظنهم يعودون إلينا راكبين ولكنهم يترجلون في الوادي ويتسلقون الصخر إلينا.
فقال دونيلسون:
ـ إننا نقابلهم سوية وهم يقابلوننا واحداً واحداً حقاً إن هذا موافق.