للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ـ هل تنظرون ذلك الصخر على بعد خمسين متراً؟

وكان الليل حالكاً فلم يتبينوه ولكنهم عرفوا عماذا يريد أن يكلمهم.

ـ اثنان منا يلوذان بذلك الصخر فيصيران كأنهما في معقل، فأنتما يا دونيلسون وماتيو تذهبان إلى هناك وأنا والأعمى نتوارى وراء هذا الصخر المقابل وإن يكن أقل مناعة من ذاك إلا أنه كاف، فإذا انحدر المهاجمون من الرابية شويناهم بنار بنادقنا.

فقال ماتيو: فكرة في غاية الإصابة فتعال يا جورج.

ـ نعم إن هذا التدبير حسن ـ قال البوليس ـ إن رصاصي تسوى اثنتين أما الأعمى فيحشو لي السلاح، أليس كذلك يا كراب؟

فأجاب التعس بلهجة اليائس، أفعل كل ما تأمرني به، ثم أفرغ قدح الماء في فمه وسار وهو يتلمس الحائط إلى زاوية من الغرفة، ثم عاد وفي يده حقيبة ملأى بالخرطوش.

فسأله نكارتر: أهذه لي؟

ـ نعم، فقدني الآن إلى الزاوية التي عينتها.

فسار دونيلسون وماتيو إلى الصخر الذي دلهما عليه البوليس وسار كراب ونكارتر إلى الصخر المقابل على بعد خمسين خطوة من الصخر الأول.

ـ لا يوجد في هذا الصخر سوى محل لرجل واحد فتمدد أنت على الأرض.

فسأله الأعمى: وأنت ماذا تفعل يا صديقي؟

ـ أنا أجد ملجأ ليقيني المهاجمة من بعض النواحي.

فتنهد كراب وقال كل هذا من أجل ماسة مشؤومة.

فقال البوليس ضاحكاً:

ـ نعم، إنني بعد كل ما سمعته لا أرى أشأم منها، ولكن كفى الآن! فإما أن يكون سمعي قد خدعني أو أن المهاجمين اقتربوا! أصغ.

وأصغيا فسمعا دوياً من غابة مجاورة وكان خفيفاً جداً في بادئ الأمر ثم أخذ بالاشتداد شيئاً فشيئاً.

وأطلق بغتة طلقان ناريان من وراء الصخر الذي لاذ به دونيلسون وماتيو.

فتململ البوليس وقال ما أشد حمقهما إنهما أهديا الأعداء إلى مكمنهما عوضاً عن أن