ـ هذا ممكن.
ولمعت طلقات جديدة بالقرب منهما.
فقال البوليس وهو يحاول أن يتبين المهاجمين ـ عمل حسن.
ثم سمعوا طلقاً من وراء صخر الصديقين، فلم يقابله الأعداء بالمثل.
ثم ابتدأ الحصار الذي تنبأ عنه كراب ونكارتر.
وقد سبقه سكون لم يفرغ في أثنائه نكارتر رصاصة من مسدسه ثم نظر بغتة دوران الفتيان المتسرعين.
فنهض قليلاً وهو يحمل في كل يد مسدساً فأفرغهما بالتتابع على المهاجمين بمهارة فائقة، وقد أصاب في الجميع تقريباً فكنت ترى هنا هيكلاً بشرياً ينقلب على الأرض أو يضطرب أو يتوارى في الظلام.
ولم يسكن الأعداء مدة طويلة بل عادوا إلى المهاجمة فانطلقت رصاصة رفعت قبعة نكارتر وطرحتها على الأرض، ولكن في ذات اللحظة سقط الرامي على الأرض وهو يصرخ صراخ الألم.
وكان نكارتر قد أبقى رصاصتين في كل مسدس.
ولكن طلقاً بالقرب منه ألفت أنظاره فوجد كراب قد أطلق النار فسأله:
ماذا صنعت هل أنت مجنون؟ دعني لهذا العمل فعلينا أن نقتصد في الذخيرة.
أنت محق، ولكنني فكرت أن رصاصة تطلق صدفة ربما كان لها بعض النفع وقد تهيجت حتى لم أتملك نفسي.
وظهر أنه قد أصاب المرمى لأن البوليس نظر شبحاً يميل ذات اليمين وذات اليسار ثم سقط وقد كان مؤكداً أنه لم يطلق النار على هذا الرجل فتمتم قائلاً في نفسه:
آه، آه، إنني قد بدأت أفهم.
ولكن الوقت لم يكن وقت تفكير.
فإن ثلاثة أشباح اندفعت نحوه وهي تطلق النار بدون انقطاع حتى كادت تصم أذنا البوليس وكانت الرصاصات تمر بجانبه ولها صوت كفحيح الأفاعي ثم شعر برصاصة قد خرقت قميصه ولامست كتفه، وللحال غير نمط المهاجمة فعوضاً أن يبقى في مكمنه انقض على