مهاجميه وهو يثب وثب النمر وأفرغ من مسدسه رصاصة صرعت أقربهم منه.
وكان الثاني قريباً جداً من نكارتر فاستعمل نكارتر مسدسه كهراوة وضربه على رأسه ضربة كانت القاضية عليه فسقط المسكين على الأرض.
أما الثالث فركن إلى الفرار لا يلوي على شيء كأن الموت يقتفيه ثم توارى في الوادي فتركه نكارتر يفر.
وهذه البسالة الفائقة من رجل واحد قررت النصر والظفر.
ثم التفت نكارتر إلى صديقه الأعمى وقال له أما الآن فسنعود إلى الكوخ إذ لم يعد من خطر.
فنهض كراب واستند بيديه على ذراع البوليس، فلاحظ هذا أن الأعمى قام بهذه الحركة بسكون ولم يخامرها شيء من الاضطراب والتردد الذي كان يرافق أقل حركاته.
كان الأعمى يتشكى منذ مدة يسيرة أنه عصبي المزاج سريع التأثر ولكنه في هذه اللحظة كان يظهر أنه ليس أقل جلداً من نكارتر نفسه، فقاده البوليس إلى الكوخ، ولما وصل الاثنان إلى الباب وضع نكارتر يده على فمه ليستجمع قوة صوته ونادى الرفيقين الباقيين أن أخرجا من مخبإكما فكل شيء قد انتهى وللحال أبصر رجلاً يعجل السير نحوه وكان هذا الرجل ماتيو، فسأله نكارتر: أين صديقك؟ فأجابه ماتيو بصوت متلجلج، قد مات، أصابته رصاصة عند الطلق الأول نفذت إلى دماغه.
ـ آه ما أتعسه! ولكن لماذا عرض نفسه للخطر بتصديه لإطلاق النار أولاً.
ـ لماذا، لأنه ظل متهوراً إلى الساعة الأخيرة، فإنني توسلت إليه أن يتربص قليلاً ولكنه أبى إلا أن يكون البادئ، وحالما أطلق النار رفع رأسه ليرى إذا كان أصاب المرمى وفي الدقيقة عينها صاح صيحة مرعبة وسقط بين ذراعي ميتاً.
ـ إنني سمعت تلك الصيحة ولكنني ظننت نشأت عن الأعداء، ماذا تريدون؟ إن الذي لا يصغي إلى النصائح تكون العاقبة وبالاً عليه والآن فلننظر خسائرنا فهل أنت جريح يا رفيقي؟