للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حفظ الصحة يمثل الصحة بأنها السعادة الوحيدة الحقيقية ويبرهن بأن غلط الفرد يلحق المجموع وأن التكافل لا بد منه.

وإنا بما نورده من النصائح نوجز المبادئ الجوهرية في حفظ الصحة في الفرد والمجموع ونلقن ما يجب العلم به والعمل له من القواعد الأساسية التي نوجهها خاصة لمن كانوا في مقتبل العمر من الشبان والشابات.

القاعدة الأولى ـ يجب عليك أن تعنى بصحتك لأن صحة الفرد ليست له وحده بل هي للمجتمع ونجاح هذا وقوته منوطان بصحة مجموع من يتألف منهم، فالواجب على المرء أن يعمل بحيث يقدم للمجتمع ما يصيبه من الحصة من العمل والإنتاج ومن يهتم بصحته كان كمن يسعى لإبقاء تلك الآلة التي يملكها كل إنسان للقيام بما يفرض عليه من العمل ويؤدي ما عليه للمجتمع الإنساني، وتختلف عناية المرء بصحته بحسب حاله وشأنه فقد تضطره الحال في بعض الأحيان أن يفادي بصحته حباً بإبقاء صحة المجموع ولذلك كان من الواجب على كل امرئٍ أن يقوي صحته حتى لا يقف ساعة أمام ما يتحتم عليه بذله عند الاقتضاء.

القاعدة الثانية ـ اعلم أن العقل القويم بالجسم السليم إن في مجموع تركيب الجسم كما في المجتمع جميع الحواس متكافلة بعضها مع بعض فالدماغ وهو حاسة الفكر والإرادة معرض لعامة الأمراض التي تصيب سائر الحواس كما هو عرضة لجميع النقائض ولذلك قضت الحكمة أن تبذل العناية بذاك المجموع النامي على اختلاف مناحيه ولا سيما إذا كان في إبان نموه، ومتى عني بإحدى الحواس بنوع خاص يستأثرون سائر الحواس بالعناصر المغذية ويبطل عمل سائر الأعضاء وتقل تغذيتها فتنقطع الموازنة العادية في الصحة ولا تلبث تلك الحاسة الممرنة كثيراً أن تصير إلى حال من الاضطراب وتفقد غناءها بما يصيبها من البوائق التي تسممها وتضيق عليها وتفلجها وعليه فاقتضى أن يعمل لكل حاسة ما تحتاجه من العناية سواء كان من حيث الفكر أو الحركة.

لا يضر البالغ إلا لم تعط كل حاسة فيه حقها بقدر ما يضر الطفل واليافع لأن أعضاء هذا تكون في بدء أمرها لم تستوف قسطها من الاستحصاف من أجل هذا وجب أن تجدد بتدقيق صلات العمل الطبيعي والعمل العقلي ويقتضي للحواس قبل إنتاجها أن تستعد لذلك وإذا