الغشاء التنفسي وتؤذيه وتدعو إلى عدة أمراض كالنزلات والدفثيريا وجزء من الغبار مؤلف من براز المصابين بالأمراض فتسطو هذه الذرات على الأغشية المخاطية وتلقحها وتجرحها، فمن أهم قواعد الصحة في البيوت أن يمنع عنها الغبار لا بكنسه بمكنسة أو مقمة فإن ذلك الحال ترك الغبار متراكماً في الدار دون أن يمس لأن ضرره يكون واقفاً ولو موقتاً من إثارته على تلك الصورة، ولذا اقتضى أن لا يكنس وينفض بدون ماء وأن يزال الغبار بمناشف ندية أو فرشايات ومكانس ندية، ويجب جمع الغبار لإبادته لا إثارته لينتقل إلى الجيران.
القاعدة الثانية والعشرون ـ لا تستعمل الستور والبسط والأثاث المزين بالرفارف ـ وذلك لأنها مانعة من نفوذ الهواء والنور مستنبت للغبار وقد لا تتمكن ربة البيت من نفضها وتهويتها وكذلك الورق الملون الذي يجعل على الجدران فإنه عش الجراثيم الضارة وأحسن المساكن التي يصفها رجال الصحة ما كان منها مصقولاً مدهوناً قابلاً للغسل وأحسن الغرف ما كانت مدففة أو مبلطة وأن يكون أثاثها عبارة عن خشب وجلد لا من قطيفة ومخمل وبسط ورب سجادة حوت من الجراثيم بالغبار الذي عليها ما لا يوجد أضر منه في الشارع نفسه.
القاعدة الثالثة والعشرون ـ لا تتسامح بدخول الحشرات إلى منزلك ـ الهوام وسائط لنقل الأمراض السارية وتلقيحها فالذباب يقع على القاذورات فإذا كانت قاذورات حميات تيفوئيدية أو وباء (كوليرا) أو سل تنقل أجزاءها في أرجلها إلى الطعام والثياب وأغشية من تقع عليهم بعد، والبعوض ينقل في البلاد ذات المستنقعات حيث تشتد الحميات جراثيم من تقرحهم ممن يكونون مصابين بالحمى وتلقح بها غيرهم من الأصحاء، والبق والبراغيث تفعل بقرصها فعل البعوض بقرصه بالبق تنقل جراثيم حمى التيفوس والتيفوئيد ويخشى أن يكون ناقلاً للسرطان والجذام ومن المحقق أن البراغيث هي التي تلقح جراثيم الطاعون وتنقلها من الجرذان إلى الإنسان، ولا تخلو من أن تنقل جراثيم الحمى التيفوئيدية والسل.
وأقرب الطرق إلى النجاة من هذه الهوام أن يجعل شيء من روح الصمغ على سطح القاذورات في المراحيض وأن تصب كمية من البترول على المياه الراكدة فتموت الهوام الناقلة كالبعوض وغيره وأن تستر النوافذ في الليل بستائر من السلك الرفيع لتمنع البعوض