عَلَى طول الخط ما عمر أو كاد الآن بفضل المواصلات. والإفرنج يقولون: مدد الخط الحديدي في قفر ونحن نضمن له العمران فما بالهم يحللون لأنفسهم ما يحرمونه علينا ثم أن دعوى أن الخط الحجازي ينقل جراثيم الوباء مسألة فيها نظر بعد أن تحجر الحكومة على الحجاج في تبوك أياماً على أنه قد تمر السنين ولا ينتشر الوباء في الحجاز.
العهر والزواج
ألقى المسيو مالابرا أحد أساتذة الفلسفة في باريز محاضرة في مدرسة الدروس الاجتماعية العالية قال فيها: إن من يذهبون إلى أن التصريح بشرح المحظورات والرذائل أما الطلبة مما يضر بآدابهم ويعرفهم ما كان يجب السكوت عنه معهم هم في ضلال من آرائهم. وإن ما يرونه من جهل الأطفال في هذه الأمور مما يحفظ عليهم طهارتهم وعفتهم هو الخطر والخطل وذلك لأن الجهل لا يعد فضيلة ولا يقوم مقامها لأن للجهل حداً وزمناً يقف عندهما وعندئذ يسرع العطب إلى الفضيلة. ثم أن من يتوهم بأن الشاب يبقى إلى السادسة عشرة من عمره غير عارف بأسرار الرجولية هو من العماية بمكان. لأن الشاب لا يلبث أن يتعلم من بعض أقرانه الذين هم أعرف منه بهذه الأمور لم يتعلم ذلك من والديه أو معلمه فالوالدة خصوصاً هي أعرف بالزمن الذي يجب أن تنصح به لأبنها بما ينبغي له اتقاؤه من المفاسد وهي أقدر من غيرها عَلَى نصحه النصح اللازم بدون أن تمس أصلاً من أصول الحياء. ولكن معظم الوالدين يتسامحون بإعطاء هذه النصائح ويتخذون من جهل أبنائهم بما يترتب عليها من المفاسد حجة عَلَى سكوتهم. ومن المعلمين من تضيق صدورهم بشرح ما ينبغي ذكره للشبان مجتمعين ويؤثرون أن يذكروها لبعضهم منفردين ومنهم من يرون أن يعهد بحث هذه النصائح لطبيب الأسرة وآخر للرئيس الديني والأحسن أن يكون أمرها بيد المعلمين.
يجب أن يقال للأولاد أنكم إذا أحببتم أن تكونوا في حياتكم أهل شرف وحشمة أن تعرفوا أن الأمم يضمحل أمرها متى فقدت آدابها وأنه لا سبيل إلى شخص أن يكون في مبدأ أمره فاسقاً ثم يكون في دور آخر صاحب فضيلة محترم المقام. فمن فصول الأخلاق فصل اعتادوا ويا للأسف أن لا يشرحوه لكم عَلَى حين هو جدير بالشرح وأعني به علاقة الرجل بالمرأة لما في ذلك من المخاطر والأهواء والشرور والمفاسد التي تعبث بمعنى الفضيلة