وذكر الأبشيهي في المستطرف أن المعادن تقسم إلى ما يذوب وما لا يذوب وقال أن المشهور منها سبعة الذهب والفضة والنحاس والحديد والقصدير والاسرب والخارصيني. والزمرّد والزبرجد والفيروزج والعقيق والجزع والبلور والمرجان وحجر الماطليس والحجر الماهاني وحجر مراد والدهنج والسبج والمغناطيس وحجر الخطاف وحجر الزاج وحجر الزنجفر وحجر الملح وحجر النطرون وحجر اللازورد. أهـ.
وقد ذكر كل من القزويني والأبشيهي خرافات كثيرة بشأن خواص الجواهر واتخاذ الناس لها مما كان أقدم من ذكر مثله من الاعتقادات أرسطو وديوسقور يدس اليونانيان وبلينوس الروماني وغيره فجاراهم العرب بهذه الأفكار.
وربما يظن بعضهم أن العرب ومن تقدمهم من الأمم اعتقدوا بهذه التخرصات فقط مع أن لمتمدني الإفرنج حتى يومنا اعتقادات ليست بأقل من تلك أوهاماً فالإنكليزيون يعتقدون أن الياقوت يشفي من الرثية (الروماتزم) ويبقي حامله من برد الأطراف والفيروز يحمي حامله من السقوط من شاهق والياقوت الأزرق يحمي حامله من الأفاعي ويزعمون أن حجراً كريماً يظهر في رأس الهرّ مرة كل ألف سنة فمن يجعله تحت لسانه تنبأ وأخبر بالغيب. وأهل نابولي في إيطاليا يلبسون أحجبة المرجان تعويذاً من عيون الحساد. ويزعمون أن الزبرجد يزيل حدة الطبع ويشفي من البرص. ويستعملون حجر اليشم لمنع العطش واتقاء الزوابع والصواعق والفيروز للوقاية من السقوط. والعقيق لقطع نزيف الدم والاستشفاء من لدغ الثعبان. ومن اعتقاد الإفرنج عموماً أن حجر الكهرباء يقي من مرض الحمرة ووجع الحلق. وكان القدماء من الفرنجة يطردون السحر بالياقوت الأصفر ويعالجون الجنون به ويرمزون باتاس إلى العدل والعفة والثبات إلى غير ذلك.