أبي سليمان المنطقي وعنه أكثر مروياته فيتذاكرون في موضوعات شتى في الفلسفة والأدب. وأكثرها على طريق السؤال والجواب لرجال جمعت بينهم كلمة العلم والحكمة وهذبت نفوسهم الآداب الحقيقية ولم يفرق بينهم اختلاف نحلهم ومذاهبهم. والعلم أعظم دين جامع بين عباد الله.
المقابسات اقتبسها أبو حيان من مساجلات إخوانه في الحكمة مثل أبي سليمان المنطقي وهو محمد بن طاهر بن بهرام السجستاني وأبي زكريا الصيمرى وأبي الفتح البوشجاني وأبي محمد المقدسي العروضي وأبي بكر القومسي ويحيى بن عدي وعيسى بن ثقيف الرومي وابن مقداد وأبي القاسم الانطاكي وكان يعرف بالمجتبى وأبي محمد الأندلسي النحوي وأبي اسحق الصابي والخوارزمي الكاتب ووهب بن يعيش الرقي وابن سوار وماني المجوسي وأبي الحسن محمد بن يوسف العامري وعبيد الكاتب والبديهي وأبي اسحق النصيبي وأبي علي عيسى بن زرعة المنطقي ومظهر الكاتب وأبي الخطاب الكاتب وغيرهم من كل من هو واحد في شأنه وفرد في صناعته.
والغالب أن مذهبهم في الفلسفة كان مذهب أرسطاطاليس شأن معظم المتأخرين من فلاسفة الإسلام كما قال الشهرستاني في الملل والنحل مثل يعقوب بن اسحق وحنين بن اسحق ويحيى النحوي وأبي الفرج المفسر وأبي سليمان السنجري وأبي سليمان محمد المقدسي وأبي بكر ثابت بن قرة وأبي تمام يوسف بن محمد النيسابوري وأبي زيد أحمد بن سهل البلخي وأبي محارب الحسن بن سهل بن محارب القمي وأحمد بن الطيب السرخسي وطلحة ابن محمد النسفي وابن حامد أحمد بن محمد الاسفزاري وعيسى بن علي الوزير وأبي علي أحمد بن مسكويه وأبي زكريا يحيى بن عدي الصيمري وأبي الحسن العامري وأبي نصر محمد بن محمد بن طرخان الفارابي وغيرهم وإنما علامة القوم أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا قد سلكوا كلهم طريقة أرسطاطاليس في جميع ما ذهب إليه وانفرد به سوى كلمات يسيرة ربما رأوا فيها رأي أفلاطن والمتقدمين.
وقد عرف أهل الهند فائدة هذا الكتاب فطبعوه فيما أعلم مرتين والغالب أن النسخة الأصلية يغلب التحريف عليها كثيراً حتى يكاد المعنى لا يفهم. وقد نقلنا منه شذرات في باب الصحف المنسية. وفي الكتاب دليل على حرية ذاك العصر وانطلاق الأفكار فيه ولطالما