كان العلماء الذين أخذ عنهم أبو حيان يقولون في مجالسهم عند احتكاك الأفكار وظهور بوارق الحق: يا حسرة الطبيب والمهندس والمنجم والموسيقار والمنطقي والكلامي وجميع أصحاب النظر والقياس على أنهم ما عرفوا التشنيع على علم لا يعلمونه بل كانوا يجلون أقدار أصحاب الصناعات والأفكار على اختلاف طبقاتهم وجمعية أصحاب المقابسات كانت من الجمعيات المرتقية في الإسلام وكان لها أمثال وكل أفرادها من أهل الأخصاء. وللمؤلف كتاب اسمه الإشارات الإلهية في التصوف أطلعت على الجزء الأول منه في خزانة الكتب الظاهرية بدمشق.
طبقات الشافعية الكبرى
شرع حضرة الشريف مولاي أحمد القادري المغربي بطبع هذا الكتاب بمصر لمؤلفه تاج الدين أبي نصر عبد الوهاب ابن تقي الدين السبكي وهو في ستة مجلدات جاء الأول منه في ثلاثمائة صحيفة وليس هو مقصوراً على تراجم رجال المذهب بل هو كما قال مؤلفه كتاب حديث وفقه وتاريخ وأدب. وقد قسم حفاظ الشريعة لعهده إلى عشرين طبقة وترجم أصحابها على طريقة الفقهاء لا طريقة المؤرخين. واستفدنا منه أن أول من صنف في الطبقات أبو حفص عمر بن علي المطوعي المحدث الأديب صنف لأبي الطيب سهل الصعلوكي كتاباً سماه المذهب في ذكر شيوخ المذهب ثم القاضي أبي الطيب الطبري وأبي عاصم البغدادي وأبي اسحق الشيرازي وأبي محمد الجرجاني وأبي محمد عبد الوهاب الشيرازي وأبي حسن البيهقي المعروف بفندق وأبي النجيب السهروردي وابن الصالح وأبي زكريا النووي والحافظ المزي وعماد الدين بن باطيش. وقد جعله الطابع بالاشتراك فجعل من يدفع الاشتراك دفعة واحدة خمسين قرشاً ومن يدفعه بعد تمام الطبع ثمانين مع أجرة البريد. يخابر بذلك محل الحاج محمد ساسي بالقاهرة. وسنتكلم على هذا الكتاب بعد مطولاً. فنشكر للطابع عنايته ونرجو له حسن التوفيق إلى إنجازه.
آراء المدينة الفاضلة
أهدانا الأديب الفاضل الشيخ مصطفى القباني نسخة من هذا الكتاب تأليف المعلم الثاني أبي نصر الفارابي من فلاسفة الإسلام وقد قدم له ترجمة لطيفة للمؤلف. والكتاب على أسلوب متدين عاقل ومما طربنا له القول في خصال رئيس المدينة الفاضلة ومضادات المدينة