قصره فقد أتى عليها رجال الثورة الأخير فدكوها وجعلوا عاليها سافلها وقد جعلت تلك المدرسة في تلك الدائرة فوسعت كل صفوفها ومرافقها ومعاملها.
في هذه البقعة الجميلة الواسعة بل الأبعدية الكبيرة والحانوت الفخم التي حوت الغابات والمروج والحدائق والغدران والآكام والسهول يتربى رجال المستقبل عَلَى الطريقة الإنكليزية وفيهم الفرنسويون وأكثرهم من أبناء الباريزيين وعدد قليل من الأميركان والإنكليز والبرتقاليين والأميركيين والمصريين. ويعيشون في هذا البيت كأنهم في أسرة لا في مدرسة وقد رفعت عنهم أكثر القيود التي تقيد طلبة المدارس الداخلية واختصر منها عَلَى ما يحفظ به النظام والآداب مثل الحظر عَلَى أحدهم أن يركض ويرفع صوته في المدرسة أو في حجر الدروس وأن يلعب في الأماكن التي هي مرر لإخوانه وأن لا يخرج من المدرسة ولا يركب في قارب في الغدير بدون رخصة أولاً وأن لا يبتاع أي شيء كان من المدينة بدون استئذان وأن لا يدخل جرائد ولا كتباً إلا إذا وقع عليها المدير ولا يدخن ولا يلبس ثياب اللعب عندما يخرج من غرفة المائدة وقت الظهر ولا يركب دراجته إلا يومي الخميس والأحد وأن لا يعبث بما حوت حديقة المدرسة ومكتبتها وأن لا يتكلم بعد أن يطفئ النور في غرفة النوم مساء ولا قبل أن يستيقظ رفاقه صباحاً وما عدا ذلك فهو حر أن يلعب اللعب الذي يختاره في الأوقات التي خصصت لذلك منذ الظهر إلى حوالي الساعة الرابعة بعده.
وكل هذه القيود لا تكبر عَلَى التلميذ لأنه يعرف أنه لا بد منها لكل عائلة كبرى وما هذه المدرسة إلا كذلك. والمدرسة تقسم إلى ثمانية صفوف أسسها الأستاذان الإنكليزيان هو كنسن وسكوت ومديرها اليوم المسيو لبلا وهو فرنسوي لأن قانون فرنسا يحظر عَلَى الأجانب إنشاء مدارس باسمهم في البلاد. وفي المدرسة نحو عشرين معلماً ومعلمة وناظرة. ورئيسة المدرسة الآنسة باري من أقرباء أدمون ديمولانس صاحب الدعوة إلى الأخذ بطريقة الإنكليز السكسونيين في التربية ومن أولئك المعلمين معلمان إنكليزيان واثنان ألمانيان.
ويقسم تلامذتها بحس أسنانهم واستعدادهم ولا يختلط الكبار بالصغار إلا في بعض ساعات النهار وهذه المدرسة تعد التلامذة لنيل شهادة البكلوريا أو العالمية ولكن عَلَى غير الطريقة