للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التي يحشى بها رأس التلميذ بالمواد النظرية وهي عن العلم العملي بمعزل. فالمدرسة تربي الإرادة والعين والذوق واليد والجسم أكثر مما تربي الذهن والذاكرة.

وأسماء الصفوف كصفوف سائر المدارس ويشترك جميع المعلمين في التعليم ويلاحظون الدروس أيضاً ولا يراجعون التلامذة فيما تعلموه خارج الصفوف النظامية لأن النهار يكفي لذلك ويتولى الأولاد بأنفسهم أمور لعبهم وحفظ النظام العام وسائر شؤون الحياة وربما لا تروق أكثر الأولاد هذه الطريقة خصوصاً وأكثر من فيها من أبناء الأغنياء والأمراء اعتادوا أن يخلقوا وحواليهم الخدم والحشم ويتولوا من أمورهم ما يتقاعسون هم عن عمله ويصغرون خدودهم كبراً من القيام به.

ويقسم التلامذة بعد الصفوف والفرق إلى بيوت وكل بيت يديره أستاذ ويعهد إلى النساء بالإدارة البيتية والعناية بالمرضى وتعليم الموسيقى وتعليم الأحداث من الطلبة وهن يعشن في المدرسة نفسها وعلى الطلبة أن يحضروا ثلاث جلسات في الأسبوع لتعلم لعب الكوكي والكريكة بنظارة أساتذة فيف هذه الألعاب. وفي المدرسة دار للتمثيل كما فيها ميدان للعب السيف ومحل لتعلم الرقص والموسيقى ومحال دروسهم أشبه بمكتب منه بقمطر تلميذ لكل واحد منضدة عليها عليها دواة وورق نشاف يتصرف فيها كما يشاء ويرى فيها الدروس التي يدرسها بطريقة عملية أكثر منها نظرية.

فيتعلم مع العلم صناعة من الصناعات التي هي أحب إلى قلبه كالزراعة والنجارة والحدادة والتصوير والتجليد وصنع المقوى والفخار والجلد وغيرها وذلك بنظارة أساتذة هذا الشأن يدلونه عَلَى الطرق التي يسلكونها ولا يعملون بعده بل يدلونه عَلَى غيوب عم له ويده وعينه هما اللتان تعملان ليتعمد بذلك عَلَى نفسه فإذا عاد إلى أهله يستطيع أن يصنع بذاته عملاً من مثل ذلك فلا يكون لا فرق بين ما عمله في المدرسة ويعمله بعد الخروج منها ويتولى أكثر شؤونه كما قلنا بنفسه حتى يسهل عليه كل جهاد في حياته فإن الرياضيات التي يقومون بها في البستان والحقول والرحلات في الخلاء سواء كانوا مشاة أم ركاباً عَلَى الدراجات تزيد في قواهم وقابليتهم للرياضات البدنية ولا يقل النوم عندهم عن عشر ساعات للصغار إلى تسع للكبار ليستريحوا من أتعاب النهار.

وتمتاز هذه المدرسة بأن يرحل تلامذتها بمراقبة أساتذتهم إلى بعض البلاد المجاورة