أمريكية واحدة وبعضهم إلى إنشاء جامعة صفراء من اليابان والصين واحدة أفلسنا نحن أبناء العثمانية أحرياء بأن نزيد في تكاتفنا وتكافلنا ونرفع من بيننا سوء التفهم بسعي العقلاء منا.
طال المقال وبت أخشى عليكم الملال فهل تأذنون بأن أختمه بجملة واحدة للمقارنة بين أخلاقنا وأخلاق الغربيين وهي الأخلاق التي كانت من أعظم الوسائط في ارتقائهم كما كان لنقيضها واسطة في بانحطاطنا وذلك أنني تبنيت بالاختبار أن الإفرنج أكثر تفكراً منا في مصادر الأحوال ومواردها فهم لا يقدمون مثلنا عَلَى أمر قبل لأن يوقنوا من أنفسهم الغناء فيه فالصانع في الغالب لا يتطال إلى أن يكون سياسياً والمحامي لا يعمل في الزراعة وهكذا اختص أهل كل طبقة بطبقتهم وتفرد كل عالم بما بعلم ولم يتعده فالاختصاص أو الاخصاء هو الذي كان واسطة نجاح الغرب ودعوى معرفة كل شيء هي التي كانت واسطة انحطاط الشرق.
الغربي يفتخر بأنه لا يعرف غير ما تعلمه في مدرسته وحصله من حرفته ولكنه تعلمه فبرز فيه وأحاط بأطرافه وصبر حتى نضج فتناول ثمار جنية. أما نحن فنسارع إلى الرقود فنهب دفعة واحدة كما نخمد كذلك.
الغربي يهمه نجاح العمل من حيث هو عمل نافع لأمته ولنفسه ولذلك جاءت مصانعهم ومعاهدهم بل وجميع شؤون حضارتهم فخمة خالدة وكانت مصانعنا ومعاهدنا وسائر أعمالنا مختلة معتلة لا تدوم إلا بدوام من عمل لها أول مرة فإذا ما ذهب تذهب بذهابه.
الغربي استفاد ويستفيد بتجارب غيره لأن من عادته أن يحسن الانتفاع بكل شيء ونحن من عادتنا أن نهزأ في الأكثر بكل شيء.
الغربي يدخل الإصلاح إلى داره وبيته وأمته بالتدريج ونحن نحب أن نطفر طفرة في إصلاحنا والطفرة محال لأن سنن الفطرة لا تغالب ولا تعاند. الغربي يحب النظام حتى صار ذلك طبيعة ثانية له ونحن لا يهمنا النظام ولا التنظيم. الغربي معتدل عَلَى الأكثر في عامة أحواله ونحن أميل إلى الإفراط أو التفريط الغربي عبد الواجب ونحن قلما نقوم بفرض أو واجب فالغربي كما أحسن تقسيم الأعمال والاخصاء فيها أحسن استخدام الوقت إحسانه لاستخدام عناصر الطبيعة فنجده جد ولكن في أوقات الجد وهزله هزل ولكن في