للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يجوز عندهم الجمع بين امرأتين فإن لم يطلق التي عنده لا يمكنه التزوج بغيرها وتطلق المرأة بأدنى سبب ولا يجوز عندهم رد المطلقة ولو كان بعد زوج آخر.

ويخالفون في عقائدهم عقائد الفرق من أرباب الديانات لكنهم يستترون بين المسلمين بالإسلام ويتزيون بزي أهله والأحرى أن نقول أنهم يتظاهرون بالتبعية لمن يكونوا تبعاً له وأما في الباطن فإنهم ينكرون الأنبياء عليهم السلام وينسبونهم إلى الجهل وأنهم كانوا يشيرون إلى توحيد العدم وما عرفوا المولى ويشنعون بالطعن على جميع أرباب الديانات من المسلمين والنصارى واليهود والديانة الحقة عندهم هي عبارة عن توحيد الحاكم ويفترض عندهم صدق اللسان بدل الصوم وحفظ الإخوان بدل الصلاة ولكن لا يجوزون مراعاة ذلك لغير أفراد ملتهم.

ويقرءون القرآن ويؤولونه بتأويلات تناقض الشرع ويذهبون إلى قدم العالم تبعاً لبعض الفلاسفة ويقولون بالتناسخ معبرين عنه بالتقمص فالجسد يسمى قميصاً عندهم وإن الميت حين موته تنتقل روحه إلى من يولد وقتئذ فالأرواح الإنسانية لا تنتقل عندهم إلا قوالب إنسانية ويقولون أن الهوية الإلهية تنتقل في قالب وتحل في قالب آخر في كل عصر فتتجلى في كل زمن وتجلت أخيراً في الحاكم وأن حمزة أيضاً ظهر في كل عصر بقالب ففي زمان كان فيثاغورس الحكيم وفي زمان كان شعيباً وفي زمان كان سليمان بن داود وفي زمان كان المسيح الحق فهو النبي الكريم عندهم. وحمزة العصر المحمدي هو سلمان الفارسي.

ويزعمون أن القرآن قد أوحي حقيقة إلى سلمان الفارسي وأنه كلامه ومحمد (عليه الصلاة والسلام) أخذه وتلقاه منه حتى زعموا بأن خطاب لقمان الذي خطب به ولده في معرض الوصية بقوله: يا بنيَّ أقم الصلاة وأُمر بالمعروف وانه عن المنكر هو خطاب سليمان لمحمد والتعبير بالنبوة إنما هو من خطاب المعلم للمتعلم.

ويقسمون إلى قسمين العقال والجهال ويقال لهم أيضاً العوام ونسائهم أيضاًَ ينقسمن إلى قسمين عاقلات وجاهلات فيقال للعاقلة جويدة وللجاهلة غير جويدة والعقال طبقتان طبقة الخاصة هي التي يعتمد عليها ويوثق بها حقاً إذ أنها حصلت على تمام المعرفة بأسرار الديانة وطبقة العامة وهي التي يحسن الظن بها وأما الجهال فلا حظ لهم من الديانة سوى