ظهور هذا المنتظر بقي له أربعمائة سنة فاكتبوا بيني وبينكم مواضعة تتضمن كل ذلك وذكره وعلى أنكم تدفعون إليَّ الجزية طول تلك المدة التي ذكرتم أن المبعوث إليكم فيها يأتي غيري فإن كنت من جملة المخرصين فإنتم تكفون مؤنتي ويرجع إليكم الملك إذ ظهر من تنظرونه وإن لم يظهر ومدتي قائمة وشريعتي ماضية وحكمي لازماً ولم يأتكم في هذه المدة من تنتظرونه فلصاحب ملتي والقائم بدعوتي والإمام الذي يكون في ذلك العصر أن يدعوكم إلى ما دعوتكم إليه فإن أجبتموه وسلمتم وإن أبيتم عليه كما أبيتم عليَّ وصددتم عنه واستكبرتم فله أن يأخذكم بالشرط الذي شرطتموه على أنفسكم ويقابلكم فإن قاتلتموه قاتلكم ولا يقبل لكم عذراً ويستبيح ملتكم ويهدم لكم شريعتكم بهدمه لبيعكم ويعطل كتبكم ويكون ما بقي لكم عذر تحتجون به ولا محال تركنون إليه ولا إبليس تعولون عليه وهو المنصور عليكم يقطع شأفتكم وشأفة كل الظالمين فهذا نصه المواضعة أهكذا هو قالوا: نعم قال أمير المؤمنين عليه السلام: والمواضعة لم تزل تنتقل من بعد صاحب الشريعة والملة من وصي صادق إلى إمام فاضل حتى وصلت إليَّ فهي عندي فلم يكن عليه السلام أن ينقض شرطاً أسسه وحكماً بينه وهو معروف وقت أن نشأ في الجاهلية محمد الأمين فكيف ينقض ما أنعم به عليكم ولم يجز لأحد من أئمة دينه وخلفاء شريعته أن ينقض ما أمر به من قبل انقضاء المدة إتباعاً وتسليماً لحكمه فلما وصل الأمر إليَّ وانقضت تلك السنون المذكورة في المواضعة في عصري وعند تمامها أمري أخذت منكم بحقه ودعوتكم إلى شرطكم وشرطه حسب ما تقتضيه الأمانة وحكم المعاهدة أكذلك بلغكم أنه صفة الحال قالوا: نعم كذلك كان قال: فأي حجة بقيت لكم عليه وعليَّ بعدما أوضحناه وأي أمر تعديت فيه بزعمكم عليم إذا كنت بشرطكم أخذتكم وما كنتم تنتظرونه أقمته عليكم وقد أوسعتكم حلماً وعدلاً إذا بقيت نفوسكم على أجسامكم ونعمكم عليها أمها (؟) لا لتنتبهوا بعد الغفلة وتسلموا بعد المعاهدة فأي حجة لكم بعدما وصفناه وأي حق معكم بعدما قلناه وأي عذر يقوم لكم بعدما شرحناه قولوا واسألوا تجاوبوا أو تنصفوا ولا يكون لكم قولاً ولا حجة فانصرفوا محجوجين كاذبين نادمين شاكين خائبين قالوا: ماذا تقولون قالوا بأجمعهم هذا والله كله حق وصدق لا نشك فيه ولا نرتاب به قد سمعنا لو فهمنا والله الحجة البالغة رب العالمين وصلى الله على نبيه وآله الطاهرين. تم الكلام في هذا الفصل وحسبنا الله ونعم الوكيل والحمد لله وحده ونستعين