ويضع عنكم ضركم والأغلال التي كانت عليكم فهو كما قلنا ما أنت المسمى إذ اسمك محمد والذي بشرت به باتفاق منا ومنك اسمه أحمد والثانية مدته قد بقي لها أربعمائة سنة من يوم مبعثك إلى حين ظهور هذا المنتظر قد خالفته أيضاً في الاسم والمدة والثالثة المنتظر إنما يدعو إلى توحيد ربه بلا تعطيل ولا تشبيه ولا لفة تلحق نفوسنا حسبما ذكرته في تنزيلك من تحليل الطيبات وتحريم الخبائث ووضعه عنا ضرنا والأغلال التي كانت علينا فأي حجة بقيت لك علينا وليس اسمك اسم من ينتظر بقولك ولا فعلك فعله ولا المدة مدته فقد خالفته كما قلنا في الاسم والمدة والفعل وإذا كنت إنما تدعو إلى شريعته فبقاؤنا في شريعتنا آثر وخير لنا.
ووصفة المنتظر عندنا رفع التكليفات وانقضاء الشرور ورفع المصائب والشكوك وأن لا يتجاوزه في عصره كافر ولا منافق وأنت أكثر أصحابك يظهرون النفاق عليك وإنما بغلبة سيفك عليهم سلموا لأمرك وإذا كان ذلك كذلك فلم تلومنا على قتالك وتناقلنا على طاعتك والدخول في شريعتك. ثم قال لهم أمير المؤمنين عليهم السلام: أكذا كان قالوا: نعم كذلك كان وكل قولك حق وصدق. قال: فما كان جوابه لهم عن هذا الكلام قالوا: يقول أمير المؤمنين حسبما جرت به العادة ونسمع ونعترف بالجواب إذا علمناه وننكره إذا جهلناه قال لهم عليه السلام: أما إذا عرفتم ذلك وعلمتوه فلا شك أنكم تعرفون صفة الحال كما جرت إنشاء الله. ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام: كان جوابه لهم لا أقاتلكم على الدخول في ملتي ولتكذيبي والصدوف عن أمركم لأنكم أصحاب شرائع وكتب ومتمسكون بأمرها ناطقون وليس أقاتل من هذه صفته ولا أنا رافع الشرائع ولا ذلك كله إلي بل كلما ملكت بلداً بسيفي ممن فيه عبدة الأوثان والتناذر فلي أن ألزمهم الدخول في ملتي أو أقتلهم ومن كان في البلدة منكم عرضت عليه إما الدخول في ملتي واتباع أمري وشريعتي أو أداء الجزية فإذا كره الوطن الذي ملكته وبسيفي فتحته فمن وزن الجزية منهم وشريعتي أقررته في مكانه ومن انتقل عني تركته ومن قاتلني منهم على مثل ذلك قاتلته وانتظرت فيكم حكم ربي قالوا: لك ذلك فما قلت إلا حقاً ولا نرى منك إلا صدقاً قال لهم: إذا استقر ذلك بيني وبينكم وقد تأولتم علي ورفعتم منزلتي وفضلي الذي قد أتاني من عند ربي وزعمتم أن الذي تنتظرونه له اسم تعرفونه وفعل تعلمونه ومدة تنتظرونها وهي من مبعثها إلى حين