أم هل علاقة للأديان بحرب بروسيا مع النمسا (سنة ١٨٦٦) أو حرب ألمانيا مع فرنسا (سنة ١٨٧٠) أو حرب الإنكليز مع الترنسفال واليابان مع الصين وروسيا مع اليابان والبلغار مع الصرب في خواتم القرن التاسع عشر وفواتح القرن العشرين؟؟ كلا ثم كلا.
فليصمت إذن أولئك الذين يتظلمون بتلك السفاسف والترهات تغريراً بالسذج وتمويهاً على الأغبياء وليعلموا أن الاعتقاد بمبدع حكيم يجزي ويثيب مع الاحتفاظ بقاعدة صن دينك واحترم دين سواك هو عماد السلام وركن التهذيب ومصدر الآداب ومصدر الوئام والتحاب: فكيف لا يتقي الله أولوا الألباب!!!
أجل إن في تسود العقائد المبنية على التنزيل والوحي وسلامتها من الشوائب والحشو وتنزهها عن الخرافيات واللغو وترفع أولياءها عن التشيع الشائن والتعصب الضار والتحامل الذميم يستتب الظلام ويسود السلام وتسعد الأنام لا بقول المعري:
أأترك ها هنا الصهباء عمداً ... لما وعدوه من عسل وخمر
فموت ثم بعث ثم حشر ... حديث خرافة يا أم عمرو
وقوله: اثنان من أهل الأرض ذو عقل بلا ... دين وآخرٌ دين لا عقل له
فإن هذا الفيلسوف الشاعر الضرير رهين الحبسين_حبس العمى وحبس البيت_بعد أن أوحى إليه خياله الواسع ما أوحى فباح بما هذر وجاهر بأنه كفر مطاوعة لما يستولي على أمثاله من أعراض السوداء عاد إليه بض رشده فاستحوذ عليه الشك وخامره التردد والريب فقال متوجساً لعقباه حاسباً حساب أخراه.
في القدس قامت ضجةٌ ... ما بين أحمد والمسيح
هذا بناقوس يدق ... وذا بمأذنة يصيح
كل يؤيد دينه ... يا ليت شعري ما الصحيح
ثم لم يمت إلا على دين آبائه كما حقق الثقات من معاصريه خلافاً لمن يتخذون أقواله حجة يؤيدون بها مذاهب التعطيل ويذيعونها بين الناطقين بالضاد هداهم الله.
ذلك ما رأينا إثباته استطراداً في هذا التمهيد كبحاً لجماح من ملئوا الدنيا زياطلاً تشيعاً لأصحاب تلك الأضاليل ممن يتوهمون السراب شراباً والحبة قبة وما أهون ما تخدعهم