للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلا أن أصل المقارفة للأشياء الدنيئة وما لا شك فيه أن التعميم الذي جرت عليه العامة ناتج عن المخالطة المفسدة للغة إلا أن غرضي الآن هو إثبات صراحة أكثر الكلمات الدارجة وإذا وجد في بعضها خلل فذلك من جهل المدعين فوق ما هو من مخالطة الأعاجم أما ترون كيف تستدرك العامة المعنى بقولها: مقارفة التاجر الفلاني حسنة والآخر رديئة فروح اللغة لا تزال فيهم وهم أفيد لها من الذين لا يفهمون ولا يريدون تفهم معنى الكلام.

قرف_تقول العامة قرف قمعة الشجرة أي انتزعها والأصل القشر.

تـ هذا مثل التف عندي مثل وسخ وقد لا تكون العامة تفهم أن التف هو وسخ الظفر إلا أنها أنها شيءٌ لا يعبأ به وتستعمل الكلمة فصيحة.

تفه_أصل هذه الكلمة تفه وفساد لفظها لا يفسد معناها فهي فصيحة يجب استعمالها على حد ما تستعملها العامة بعد إقامة اللفظ فهي تقول: شيء تفه وأمر تفه وكلام تفه وقولها صحيح فصحى.

هبط_لازم متعد يقال هبط بمعنى سقط وهبطه بمعنى إنزاله وأكثر استعمال العامة للفظ مشدوداً فهم يقولون هبط الحائط فأين المأخذ؟

مسماك_المسماك عود يكون في الخباء يمسك به البيت أي يرفعه قال ذو الرمة الثقفي:

كأن رجليه مسماكان من عشر ... صقبان لم تتقسم عنهما النجب

والكلمة مستعملة عند القرويين بمعناها الوضعي إلا أنهم يستعملونها لرفع الكرم أيضاً ويظن البعض أنها لا تعود فصيحة فعلى هذا المذهب الغريب لا يجوز لنا أن نضع للجامحين شكيمة ولا أن نلقي إلى الأكفاء مقاليد الأمور.

إن بلية اللغة في أبناءها المقيدين لأنهم مقيدون ولما كنا نبحث في المسماك فلا بأس في استعمال الكلمة العامية الفصيحة من أن كل من لا يكون لطيفاً يكون بالطبع سميكاً.

هبج_هبجه بالعصا ضربه وهبجه ورمه وتهبج تورم وبما أن العامة تستعمل الفعل بمجرد ومزيده لم يعد عند المنشئين فصيحاً.

هبش وهمش_لينظر العارفون إذا كان معنى الجمع والالتقاط تاماً أو لا.

جرس_المنشئون يستعملون شهر والعامة تستعمل جرس للتسميع بالناس وإشهار عيوبهم ونوقائصهم والكلمة العامية أصح وأوقع.