للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبجانبه باب وهمي لإرشاد الروح (كما كانوا يعتقدون) عند نزولها من السماء إلى جثتها حيث ترى شبه صاحبها أمامها وباباً معداً لها فلا تضل الوصول إليها ويجعلون تحت هذا الباب الصوري مائدة من الحجر ينصب بجانبها مسلتان صغيرتان وقد كان يوضع فوقها الخبز المقدس والشراب ولحم الطيور مما هو مبين بقلم النقش على جدران القبر.

وإن كان الميت من أعيان الدولة أو من سراة القوم شادوا له مسطبة وهي بناء جسيم مرتفع كالهرم الناقص شكلاً أو كالهرم لمدرج الناقص ويجعلون فيها بئراً منحوتة في صخر الجبل يوصل إلى سرداب طويل يفضي إلى منامة معدة لمواراة جثة الميت فتكون المسطبة عبارة عن تركيب القبر ثم يرسمون في طول وجهتها من الأعلى نقوشاً تتضمن عنوان صاحب القبر ويكون تحت هذه النقوش المستطيلة عنوان باب المكقبرة محلى بالنقوش والصور الدالة على الميت وعلى أهله وذويه وتكسى ظاهر تلك المصاطب بنحيت الأحجار أو يبيتونها باللبن_وفي بعض الأحيان يجعلون لبعض المقابر المنحوتة في صخور الجبال قاعات بطرق متواصلة وعلى جدرانها دعوات وصلوات وصور مرسومة بالألوان كما ترى في مقابر سقارة فيستدل من تلك النقوش والصور على عقائدهم الدينية وعلى نسب الميت وسلسله حسب مرتبته في ألواح ترتيباً حسناً من قبيل الحلية والزينة للمكان وفي بعض الأحيان يجعلون أمام القبر أيماناً يعمل فيه مدخل يفضي فيه إلى المنامة_وأما الملوك فإنهم ميزوا مدافنهم عن مدافن الرعية بأن جعلوا تحتها أو في حجمها الأماكن اللازمة للجثة أو للأثاث والقرابين والصلوات وشحنوا في بعض الأحيان جداران هذه الأماكن الداخلية بالنقوش الدينية الصعبة المعنى وإليها الآن وجه الأثريون مباحثهم ورعايتهم لإيضاحها وحل مغمضاتها_وتبنى الأهرام بطريقة بسيطة جداً وهي أنهم يتفقون أولاً على الرسم المراد إيجاده من البيوت الداخلية وعلى ارتفاع الهرم وطول قاعدته وعرضها ثم يسلمون هذا الرسم الظاهر البيان إلى المهندس المعماري وهو يقوم بالعمل بقاً للأوامر الصادرة إليه فإذا أنجز الأشغال اللازمة في صخر الجبل من نحت وتفريغ شرع في البناء فيكسوا الأماكن الداخلية المراد كتابتها بالأحجار الملساء ثم يرتفع فوقها البناء فإذا ما علا فوق الأرض جعل البناء على هيئة المسطبة المائلة الأجناب أو المستقيم بحيث يجعلها ناقصة عن المقياس المطلوب بمقدار الكسوة الظاهرة التي يغطي بها الهرم بعد بناءه ومتى أتم